فنّد المخرج الجزائري مرزاق علواش، أول أمس، من عنابة، ما يروّج حول تطبيعه مع إسرائيل بعرض فيلم في مهرجان مدعوم من وزارة الاحتلال، وطلب من الباحثين عن إجابة شافية إلى الاستعانة برد منشور له في جريدة ”الخبر”، وما قدّمه من دعم لفلسطين بفتح قاعة سينما في القدس، ودعمها بأحد أفلامه، وكذا عرض فيلمه (حراڤة) بالقدس. رأى صاحب ”مدام كوراج” و”عمر ڤتلاتو”، أنه لا يعمد إلى إثارة العنف في المجتمع فهو سليقة فيه، حيث قال ”المجتمع الجزائري أكثر عنفا”. ورد ذلك إلى عدم معالجة مشكلة الإرهاب لليوم، فكانت النتيجة هي العنف. تحدّث علواش خلال ندوة صحفية نشطها بعد عرض فيلمه ”مدام كوراج” الذي دخل منافسة المهرجان، بحضور ممثلين شاركوا في عمله قائلا ”ركّزت فيه على الشباب وعلى الحقائق الموجودة في المجتمع وأتناولها بكل حرية، بكل ما يحتويه من ”قذارة” والتي قال لي وزير سابق للثقافة لماذا كل ذلك يظهر في أعمالي، فأجبت بأنني لن أنظف كل الطرق، وأنا أعمل من أجل نظافة البلد”، وهي رؤيتي التي أحاول ترجمتها في أعمالي. مضيفا أن الميزة في ذلك أن المجتمع وهو الجمهور المعني بالمشاهدة في هذه الحال، يعي جيدا المعنى المتضمن في الفيلم الذي اختار فيه المخرج علواش حياة الناس داخل الأحياء العشوائية ”حياة المزيرية”، واعتبر أن أعماله ”تؤرخ لفترات معنية منذ الاستقلال إلى يوم”. يعري فيلم ”مدام كوراج” الذي عرض مساء أول أمس، وشهد حضورا مكثفا، وتجاوب معه الجمهور كثيرا، المجتمع الذي يعيشه وينقله على ركح ”عز الدين مجوبي” كما هو، بكل عيوبه وتفصيلاته، الحديث عن الحب زمن تعاطي المخدرات والمهلوسات بكل أنواعها، حالة التشاؤم المفروضة على الناس، ارتفاع الأسعار وحالة البؤس التي تعيشها العائلات في الأكواخ القصديرية، والتي تدفعها إلى الرذائل والتناقض الحاصل في بيت ”عمر”، والدته التي لا تكف عن مشاهدة الشيخ ”شمس الدين” وشيوخ المشرق الذين يسهبون في الحديث عن العفة والابتعاد عن المتع والحرام، وفي داخل البيت ابنتها التي تبيع جسدها في سبيل تأمين حياتها وعائلتها، رغم ابتزاز مختار لها. كما أراد المخرج من خلال عبارات متفرقة التعبير عن حال البلد، مرة يقول عمر للضابط ”بابا مات في البترول”، دليل على أنه كان يعمل في منطقة ”حاسي مسعود” الغنية، وهم في الواقع يتجرعون المر، وتساءل علواش في هذا السياق كيف لشخص يعمل في هذه المنطقة ويسكن في حي قصديري، وفي عبارة أخرى ذكرها جار له ”قالو لي ما يفوطيش ما يمدولوش سكنى) وهو الوثاق الذي يشد به المنتخبون على رقاب المواطنين في الأحياء الفقيرة.واصل علواش، مدافعا عن أعماله، فقال ”أنا لا أعمد من خلال أعمالي إلى إثارة العنف، ولكني وجدت أن المجتمع الجزائري أكثر عنفا، وأننا لم نعالج مشكلة الإرهاب لليوم، مات الكثير من الناس وتوقف بعدها الأمر، ولكننا لم نسو الوضع لغاية اليوم ، ولذلك كانت النتيجة مجددا هي العنف، لم نطرح هذه القضية للنقاش كما في دول أخرى”. وفي إجابة له عن سؤال يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، بعرض فيلم في مهرجان مدعوم من وزارة الاحتلال، قال علواش ”حاول الاستعلام عما فعلته مع فلسطين، أنا ساهمت لفتح قاعة سينما في القدس ودعمتها بأحد أفلامي” كما قال إنه عرض فيلمه ”حراڤة” بالقدس.تحدّث علواش أيضا، عن اختياره لبطل الفيلم ”عمر” وهو شخصية كانت محط إعجاب الجمهور، بأنه يركز على أداء الشباب في أعماله، كما أشار إلى أنه يسعى إلى إنجاز أفلام خارج حدود العاصمة، أما بخصوص ميزانية الأفلام، أوضح أن السينما في الوقت الحالي لا تحتاج لمبالغ ضخمة كما في السابق، ولا لوسائل حيث التكنولوجيا تسهّل ذلك، لكنها تبقى في الجزائر، حسبه، غير متطورة رغم المطالب المطروحة منذ الاستقلال، ومع ذلك قال في رسالة يبعث بها إلى المسؤولين ”إن بعض الأعمال تكلف 50 مليارا، وعملي لم يتجاوز 2 مليار”. أصداءمقاطع جريئة تخرج الجمهور من القاعة دفعت المقاطع الجريئة التي تضمنها الفيلم الفرنسي ”أتمنى أن تحبي بجنون” عدد الحضور لمغادرة قاعة العرض بمسرح عنابة، مساء أول أمس، وذكر آخرون أن مخرجة الفيلم أعلنت عن ذلك، وقالت إنه لا يعبر عن المحتوى كما أنها مشاهد مقتضبة، في حين أن القصة تعبّر عن حالة نفسية معقدة.فتح قاعة سينماتيك شهر مارس أعلن محافظ المهرجان السعيد ولد خليفة، خلال تقديمه لعرض فيلم ”مدام كوراج” للمخرج الجزائري مرزاق علواش، عن إعادة فتح قاعة سينماتيك عنابة خلال شهر مارس المقبل، وهو الحدث الذي كان له وقع طيب في نفوس الحضور، كما قال ولد خليفة ”أحرص على أن يشاهد عرض ”مدام كوراج” أكبر عدد ممكن، وهذا لا يعني تفضيل الفيلم على البقية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات