+ -

فجر الخبير المالي والاقتصادي، عبد الرحمن مبتول، أمس، قنبلة من العيار الثقيل، عندما اتهم وزير المالية الحالي، عبد الرحمن بن خالفة، بإطلاق ما اعتبره “تهديدات” في شكل “عبارات نابية”، مطالبا إياه بعدم انتقاده أو التطرق إلى تصريحاته بالنقد أو مجرد التحليل.وقال مبتول، في بيان تسلمت “الخبر” نسخة منه، إنه “بتاريخ 6 ديسمبر (أمس)، في حدود الساعة 8 صباحا و53 دقيقة، اتصل بي وزير المالية هاتفيا، وخاطبني بعبارات نابية مغلفة بتهديدات، طالبا مني السكوت، وبالرجوع إليه قبل الإدلاء بأي تصريح له صلة بأدائه أو يخص قطاع المالية”.وأضاف الخبير مبتول أن “وزير المالية انتقد تحليلاتي ووصفها بأنها لا تليق باسم خبير اقتصادي ومالي”، معتبرا أن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن مسؤول في الحكومة.بالنسبة إلى مبتول الذي يعتبر نفسه “رجلا مستقلا وليس موظفا تحت إمرة وزير المالية”، شدد على أنه “بعيد كل البعد عن أي أطماع في منصب الوزير بن خالفة ولا في أي وظيفة وزارية أخرى”، بل كل “ما يهمني هو الدفاع عن المصالح العليا للجزائر”.وأكد ذات المتحدث أن إسهاماته العلمية والتحليلات الاقتصادية لا تستهدف شخص الوزير، بل تصريحاته هدفها تنوير الرأي العام من خلال تقديم قراءة مغايرة من أجل نقاش ينفع الوطن.وذهب مبتول بعيدا في الرد على بن خالفة، عندما قال: “إذا كان الوزير يريد مناظرتي حول الأفكار والمقترحات النافعة للبلاد، فأنا جاهز ورهن إشارته، أرجو من الوزير الحالي للمالية الذي كان قبل توليه المسؤولية حرا في التعبير عن آرائه وانتقاد الآخرين، احترام أفكار غيره، ويكون في مستوى الوظيفة التي يمارسها وبأن هذا النوع من التهديدات لا يتكرر أبدا”.وفي اتصال مع “الخبر”، كشف مبتول أنه كان خارجا لتوه من المستشفى، عندما تلقى مكالمة هاتفية من الوزير بن خالفة، ومن دون مقدمات، يروي مبتول أن محاوره وجه له انتقادات في شكل عبارات نابية مغلفة بتهديدات إذا لم يتوقف عن تناول تصريحات الوزير والتدابير التي يقترحها في قانون المالية 2016 المثير للجدل.وما زاد في استغرابه، يضيف مبتول، أن “هذا الرجل كان محل شكوى مني لدى الوزير الأول عبد المالك سلال من قبل، كونه قام بمراسلته، محذرا إياه من مغبة الاستمرار في انتقاد سياسته”، مشيرا إلى أن “الوزير الأول اتصل بي صباح أمس، وأبلغني بأنه نبه بن خالفة إلى عدم التعرض إلي مستقبلا”.ويبدو أن بن خالفة لم يتعظ بهذا التنبيه، ولم يتمالك نفسه، إذ عاود أمس الاتصال، ولكن هذه المرة هاتفيا، ما دفع بمبتول للاتصال على عجل شاكيا إلى “الوزير الأول عبد المالك سلال، ومدير ديوان رئيس الجمهورية، وزير الدولة أحمد أويحيى، اللذين وعداه، حسبه، بالقيام بما يلزم كي لا يتكرر ما حدث مرة أخرى”.وردا على سؤال عما إذا كان موقف الوزير ناجما عن خلاف قديم بينهما، نفى مبتول ذلك، وأكد موضحا: “لا أعرف هذا الرجل، كنت أشاهده على بلاتوهات التلفزيون لما كان خبيرا ينتقد الحكومة، واليوم هو مسؤول ويمنع الناس عن الإدلاء برأيه”.وعن مضمون الانتقادات التي كانت سببا في ثورة الغضب التي أصابت الوزير، أمس، أوضح أن كل ما قام به هو إبداء آرائه حول تراجع أداء قطاع المحروقات والحكم الراشد ودولة القانون والقدرة الشرائية للمواطنين وتدهور قيمة الدينار: “لا أفهم لماذا اتصل بي هذا الرجل، أتمنى أن يتدخل سلال بالفعل ويمسك عني هذا الوزير الذي يظن أننا ما زلنا في عهد السبعينات عندما كان أمثاله يخيفون الشعب، لقد ولى هذا العهد، لا أحد يخاف منكم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات