تكلم الجنرال توفيق عن محاكمة الجنرال حسان، بعدما سكت خلال كل فترة ترؤسه جهاز الاستعلام والأمن، وتداعى لكلامه رواد مواقع التواصل وفتحوا نقاشا افتراضيا موازيا، زاخرا بمئات القراءات والتحاليل حول توقيت وفحوى رسالته، وما يمكن أن تحمله من “شيفرات” سياسية، بل من المشاركين من مسك بالرسالة كشمعة لإلقاء نظرة على ما يجري داخل “دهاليز” الحكم المظلمة، وليستشرف ما سيأتي به قادم الأيام.“الحرب هي مجزرة بين أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض، لحساب أشخاص يتعارفون جيدا لكن لا يتحاربون”. بهذا القول المأثور لأحد الفلاسفة، لخص فايسبوكي ما يحدث، موحيا بأن الشعب لا يعرف الحقيقة كلها وإنما يسقط له سوى الفتات من المعلومات.وعن موقع الرئيس بوتفليقة من المعادلة، كتب فايسبوكي متسائلا: “لا تقولوا لي إن الرئيس المريض بإمكانه أن يفعلها ؟؟”. واستنتج أن “الجزائر لها دولة متعددة الحكام تحاك ضدها مؤامرات داخلية وخارجية، يدفع ثمنها الشعب”. وتابع: “لو تكرمت وأكملت معروفك وأخبرتنا عن بعض الجوانب المظلمة في العشرية السوداء بخصوص المفقودين، هل هم أحياء أم أموات، فتكون قد أرحت واسترحت”.وكتب آخر، محللا مجريات السنوات الأخيرة، حيث قال: “إن الرئيس بوتفليقة اختبر مدى نفوذ الجنرال وما هي حدود نفوذه وعمقه في الجزائر، فراح يحفر في جهاز الاستعلام والأمن على مهل، وكان يكتشف في كل مرة أن الجهاز ضعيف وجذوره ليست ضاربة في الجزائر، لكنه يختفي وراء قناع مخيف فقط، وهو ما جعله يطبق نظرية “اضرب الرأس ستتهاوى الأطراف”، فأقدم على إقالة توفيق وفك يد العدالة من أغلالها لتلاحق الجنرالات وإلى حلقة قادمة..”.أسلوب الرسالة ومفرداتها أخذت حيزا من الاهتمام، واعتبر “حسان تيبازة” أن مصطلحاتها دالة ودقيقة، تحمل مدلولا خطيرا بين سطورها، يتوجب تأويلها ووضعها كحلقة من حلقات الأحداث المتتالية منذ ثلاث سنوات، ستكشف أن المسلسل مازال مستمرا والغد يحمل لنا مفاجأة ليست سارة.وبين مشيد بتوفيق كقائد لجهاز المخابرات ومعارض له كأحد مسيري العشرية السوداء، اختلفت التعاليق على الرسالة، فأحد المشاركين رأى أن كلام “الماجور” مقتضب ووصمه بالاحترافية وذي مستوى رفيع، مذيلا كلامه بأنه للكبار فقط.ومقابل ذلك، يرى الكثيرون ممن كتبوا في الفضاء الأزرق، أن رسالة الجنرال توفيق جاءت متأخرة جدا، وقال: “كان من الفروض أن يتحدث توفيق منذ زمن، حين كانت البلاد في كف الشيطان”، ليجيبه آخر بأن رئيس المخابرات السابق لم يكن استراتيجيا في خرجته الأخيرة، خاصة أنه يسكن أذهان الجزائريين على أنه لا يقهر، وبخرجته هذه أقر بأنه لا يملك ذلك النفوذ.أما مشارك يقدم نفسه في “فايسبوك” باسم “بائس الجنوب”، فقال مخاطبا توفيق: “لا أحد ينكر ما قدمتم للوطن من تضحيات، ولكن القانون فوق الجميع، القانون يعلو ولا يعلى عليه”، مقترحا على الأدباء تأليف كتاب بعنوان “حكاية شعب من بومدين إلى مدين”، مصاغ بأسلوب “ألف ليلة وليلة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات