+ -

الجنرال توفيق يشكو للرأي العام ظلم العدالة التي شيّدها مع بوتفليقة للجنرال حسان، ويطلب منه ضمنيا العطف على الجنرال حسان وإنصافه برفع ظلم العدالة عنه!الإعلام البائس الذي شيّده الجنرال توفيق، مثلما شيّد العدالة البائسة التي حكمت على الجنرال حسان.. هذا الإعلام شنّ هو الآخر حملة على توفيق دفاعا عن عدالة التوفيق التي ظلمت أحد جنرالاته؟ !هل العاجل اليوم هو رفع الغبن عن جنرال مسجون “ظلما”.. أم العاجل هو رفع الغبن عن بلاد بأكملها أصبحت ترزح تحت نير الظلمǃ؟عدالة الفريق توفيق هي التي شرعنت تزوير انتخاب 2004 بواسطة إطلاق يد الجهاز الوطني للتزوير الذي زوّر الانتخابات... وهي التي أطلقت يد هذا الجهاز في 1999 لتعيين رئيس خارج الشرعية الدستورية بعد انسحاب الفرسان الستة! وهذه العدالة الظالمة هي التي شرعنت عفس الدستور سنة 2008 لتعيين رئيس لا حق له في الترشّح دستوريا؟! وهي التي رشحت الرئيس في 2014!قال النقيب “الدياراسي” السابق هشام عبود من فرنسا: إن السعيد بوتفليقة قد اتصل به قبل شهرين، معزيا إياه في وفاة أمه وطلب منه الحضور إلى الجزائر للمشاركة في تشييع جنازة أمه... بل ووضع تحت تصرفه طائرة خاصة رئاسية لنقله من فرنسا إلى الجزائر؟! وأمر بإصدار جوازات السفر لأبناء عبود في ساعات !عدالة بوتفليقة والجنرال توفيق هي التي سجنت قبل سنتين الصحفي عبد الحي عبد السميع في تبسة مدة سنة ونصف السنة بلا محاكمة؛ لأنه سهّل هروب هشام عبود بطريقة غير شرعية من عدالة هؤلاء... وهو اليوم توضع تحت تصرفه طائرة خاصة رئاسية لنقله إلى الجزائر؟! لأن مستشار الرئيس وشقيقه رقّ قلبه لوفاة أمه وهو بعيد عنها؟! ولم يرق قلبه لسجن عبد السميع عبد الحي سنة ونصف السنة دون محاكمة؟!لا يا حضرة الفريق... المطلوب هو رفع الظلم عن البلد بأكمله.. وليس عن الجنرال حسان وحده؟! كيف يسجن صحفي مدة سنة ونصف السنة دون محاكمة بسبب تسهيل مهمة هروب نقيب “دياراسي” سابق من العدالة، ثم تضع الرئاسة تحت تصرفه طائرة خاصة لنقله إلى الجزائر.. ولا يسأل الفاعل في الحالتين عن الفعل؟! فلو حدث هذا في دولة أخرى، لسقطت الحكومة كاملة؟! صدق من قال: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر... وقتل شعب بأكمله مسألة فيها نظر؟!أصدقكم القول إنني صدمت عندما قرأت رسالة الفريق توفيق؛ لأن أحرف الرسالة كانت هي الأخرى ترتعد من الخوف، خاصة في آخر جملة في الرسالة... وعندما يكون صانع الرؤساء في الجزائر مدة ربع قرن هذا هو فهمه للعدالة والدولة والمؤسسات... فلا نلوم الإعلام البائس الذي شيّده الفريق مدين إذا هاجمه هو أيضا ببلادة مؤسفة؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات