"الجزائر تفتقر للقادة القادرين على اللحاق بالركب في مجال التكنولوجيا"

+ -

 كشف الدكتور الطاهر كزاي، مختص في التكنولوجيات الدقيقة وأحد مصممي شبكات الجيل الثالث في أوروبا، أن “الهوة بيننا وبين الغرب في مجال التكنولوجيا المتمثلة في عالم الرقمنة ليست بعيدة، وبإمكاننا اللحاق بالركب إن توفرت النية الصادقة والإرادة السياسية”، موضحا أنه لكل مرحلة تكنولوجيا.وأشار الخبير لـ”الخبر”: “في الوقت الحالي يمكن للعرب والجزائر منافسة الغرب ومواكبته في مجال التكنولوجيا الحديثة في مجال الرقمنة والإعلام الآلي”، ويضيف: “يمكن القول إن الجزائر على نفس خط الانطلاق مع الغرب في منعرج حاسم لإحداث نقلة نوعية وانطلاقة حقيقية في عالم التكنولوجيا، لأن هذه التكنولوجيا لا تتطلب إمكانات ضخمة بقدر ما تتطلب إرادة سياسية وإستراتيجية واضحة المعالم ونية صادقة في إحداث الوثبة”.الدكتور كزاي أوضح أن “أصحاب القرار مطالبون اليوم بفسح المجال أمام القدرات والكفاءات للعب دورها الحضاري، وما عليهم سوى مساعدة تلك الكفاءات على تقليص الوقت اللازم لإحداث النقلة، هذا دورهم الأساسي”، ودور السلطات العليا، يقول كزاي، هو المسارعة اليوم قبل الغد في الأخذ بيد التقنيين والكفاءات من أجل النهوض بالتكنولوجيا واللحاق بالركب في هذا المجال، دون الاستمرار في الاعتماد على سياسة الريع والبكاء على أسعار النفط الذي لن يغني في شيء بالنسبة للأجيال القادمة. وأضاف الخبير في عالم التكنولوجيا أن أصحاب القرار في الجزائر فوّتوا على أنفسهم وعلى الجزائريين فرصة النهوض بالتنمية طيلة عقود، كونهم ساروا في اتجاه خاطئ، وتاهوا عن الهدف المرجو، فحدث ما نحن عليه اليوم.وحسب المتحدث: “اليوم نحن أمام مسؤوليات تاريخية، وهناك منعرج جديد في ظل الرقمنة الذي هو فضاء جديد ومفتوح وعلينا أن ننطلق مع المنطلقين، لكن أين هم الرجال أو بالأحرى القادة؟” يتساءل كزاي، مضيفا أن الجزائر بحاجة إلى قادة لا إلى مسيرين، والمطلوب هو وضع الثقة في الكفاءات وتوفير المناخ الملائم للنجاح.وعن الأدمغة في الخارج، قال الدكتور كزاي إن هؤلاء فضلوا البقاء في الخارج لأنهم لم يجدوا المناخ الملائم، فهم لا يطلبون المادة ولا السكن وإنما يطلبون الاحترام، وهم أيضا لا يقبلون أن يمس العلم بسوء.وأكد الخبير أنه على أتم الاستعداد لخدمة بلاده لو يطلب منه ذلك، لكنه لم يتم الاتصال به من أجل هذا الغرض من أي جهة كانت. وعن عزلة الإنترنت التي عاشتها الجزائر طيلة أسبوع في حادثة تعطل الكابل بعنابة، حذر الخبير من ضربات أقوى من الخارج ما دامت التكنولوجيا تأتينا من الخارج، داعيا أصحاب القرار إلى الاستفادة من مثل هذه الأزمات وتحويل الهزائم إلى نصر والمشاكل إلى حلول، ولا يمكن أن نبقى ننتظر من الغرب أن يمنّ علينا بحلوله.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات