+ -

 يتساءل الجزائريون: لماذا ذهب الرئيس بوتفليقة إلى غرونوبل ولم يذهب إلى فال دوغراس، أو أي مستشفى في باريس؟!والجواب واضح.. لأن فال دوغراس تم غلقه.. والطبيب المختص في متابعة الرئيس بوتفليقة في فال دوغراس قد تحوّل إلى مركز أمراض القلب والشرايين في غرونوبل، وهو المركز رقم واحد في فرنسا الذي أصبح مختصا في هذه الأمراض.. ويأتي إليه المختصون من جميع أنحاء فرنسا للرسكلة، وكثيرا ما يزوره أيضا كبار الأطباء في أمراض القلب والشرايين القادمين من أمريكا لعقد دورات تكوينية للأطباء الفرنسيين المختصين في أمراض القلب، على اعتبار أن الأمريكان هم القوة الأولى في العالم في أمراض القلب والشرايين.بيان الرئاسة حول تحوّل الرئيس إلى فرنسا للعلاج كان منطقيا هذه المرة.. لكن الذي ليس منطقيا في البيان هو القول بأن الأمر يتعلق بإجراء مراقبة طبية دورية.. فالمراقبة الطبية الدورية لا تتطلب البقاء في المستشفى لأيام كما هو الحال اليوم، لكن الحديث عن نقل الرئيس إلى العلاج هذه المرة هو في حد ذاته يعد تطورا في مسألة التعامل مع مرض الرئيس كمسألة عادية وليس كسر من أسرار الدولة الخطيرة! نقل الرئيس للتداوي في فرنسا تزامن، مع الأسف، مع إعلان وزارة الصحة الجزائرية عن إلغاء مشروع إنجاز 5 مستشفيات جامعية كبرى في البلاد، والتي تقرر إنجازها بمواصفات عالمية لسد ثغرة خطيرة بتكفل البلاد بالصحة العامة للسكان، وخاصة في مجال أمراض القلب والشرايين التي أصبحت القاتل الأول في الجزائر!الرئيس بوتفليقة كان هو الآخر ضحية من ضحايا النقص الفادح في التكفل بمرضى القلب في الجزائر.. فلو تكفلت بالرئيس جهات صحية لها كفاءة بمواصفات المصحات التي نقل إليها في فرنسا في الساعات الأولى للأزمة التي ألمّت به، لما حدث له ما حدث من مضاعفات أصبح ترميمها صحيا من الصعوبات الأكيدة، لأن الأزمات القلبية ينبغي أن تعالج بالسرعة المطلوبة في الساعات الأولى.. وهو ما لم يحدث للرئيس بداية، بسبب التردد الناجم عن نقص الكفاءة والإمكانيات والتأخر في التكفل به بسبب التملص من المسؤولية الطبية ونقله إلى الخارج، وهو ما أدى إلى فوات الأوان! ومع الأسف ما تزال حالة الرئيس يعيشها العديد من الجزائريين في موضوع مرض القلب، وقد يعيشونها سنوات أخرى بعد إلغاء مشاريع الصحة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات