بن زيمة.. من معبود الجماهير إلى شيطان منبوذ !

38serv

+ -

 لم يكن لاعب منتخب فرنسا كريم بن زيمة، المنحدر من عائلة جزائرية، يتوقع أن ابتزازه في فضيحة جنسية سيحول حياته إلى كابوس ويفتح له باب العدالة للإجابة على الاتهامات التي وجهت له، كما تضع مشواره كلاعب من طراز عال يلعب في أفضل الأندية العالمية على المحك. يوماً بعد يوم تزداد الضغوط على كريم بن زيمة، قفد طالب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بإبعاده عن صفوف “الدِّيَكة”، والخيارات أمام الاتحاد الفرنسي محدودة طالما أن أصابع الاتهام لا زالت موجهة لبن زيمة على خلفية قضية فابليونا.  “كريم بن زيمة لا يستحق أن يمثل فرنسا”! إنه التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لإذاعة “أوروبا 1” الفرنسية، في تعليق على ما قاله بطل فرنسا للسباحة كميل لاكور بخصوص بن زيمة، بكونه “ليس أهلاً” لارتداء قميص المنتخب الفرنسي. وبالنسبة لفالس “لا مكان” لبن زيمة بين الديكة بعد “كل الأخطاء التي ارتكبها في وقت وجيز”، في تطور دخل فيه السياسي على خط الأزمة، ليزيد من الضغوط الملقاة على المدرب ديدي ديشامب بشطب اسم بن زيمة من لائحة لاعبيه. وصرح فالس أن بن زيمة رياضي كبير ويجب أن يكون مثالا وإلا فلا مكان له في المنتخب.ووُجهت إلى مهاجم ريال مدريد يوم 5 نوفمبر تهم “الاشتراك في محاولة ابتزاز” فالبيونا بشريط إباحي، وقد وضع قيد الرقابة القضائية، مع منع الاتصال بأي طريقة كانت بزميله في المنتخب أو بالمتهمين الآخرين في القضية. وكان بن زيمة قد اعترف أمام المحققين بتدخله في قضية ابتزاز الدولي ماتيو فالبيونا، “بطلب من صديق طفولة لجأ إليه المحتالون الثلاثة الذين كان الشريط الإباحي بحوزتهم”. وحسب تقارير إعلامية متطابقة، فمن الصعب خروج بن زيمة من دون إدانته في هذه القضية، نظراً لما تضمنته تسجيلات الاتصالات الهاتفية بين نجم ريال مدريد وزميله فالبيونا.وبعد دخول الحكومة الفرنسية على الخط ممثلة بمانويل فالس، بات من الصعب ضمان بقاء بن زيمة بين صفوف المنتخب، مع العلم أن الاتحاد الفرنسي انخرط فعلياً في القضية بعد أن قرر الجمعة الماضية الانضمام كطرف مدع، معلناً في بيان أن بإمكانه، وحسب تطور الملف، “اتخاذ كل الخطوات الملائمة للوضع”. وبغض النظر عن مدى تورط بن زيمة في هذه القضية، فإن ما يروج الآن يعزز الصورة التي ارتبطت باللاعب منذ أن اشتهر في ليون الفرنسي، كلاعب لم يترك يوماً السلوك الخشن وغير اللائق السائد بين أوساط الشباب المنحدرين من الضواحي المهمشة.ففي عام 2008، كان بن زيمة قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى برشلونة الإسباني، وأكمل جميع الفحوصات الطبية اللازمة، ولم تكن موهبته آنذاك موضع شك على الإطلاق. رغم ذلك، لم يتم التعاقد معه، وقيل حينها إن المحيط الاجتماعي لبن زيمة وسلوكه مصدر خطر.وبعد عام من ذلك، ترك بن زيمة بالفعل ليون إلى ريال مدريد بعد 7 سنوات متواصلة. ومع ذلك، لم يبتعد يوماً عن أجواء حي برون تيراليون الحي الذي تعيش فيه عائلته التي هاجرت من الجزائر إلى فرنسا، وفيه ربت 9 أطفال من بينهم كريم بن زيمة، أفضل هدافي “الديكة” برصيد 27 هدفاً من مجموع 81 مباراة دولية منذ التحاقه بصفوف المنتخب الفرنسي عام 2007. وينحدر من ذلك الحي أيضاً أحد المتهمين في قضية ابتزاز فالبيونا، يدعى كريم زيناتي (32 عاماً)، حيث طلب من بن زيمة، حسب تصريحات محامية بن زيمة لصحيفة “لوموند” الفرنسية، التدخل ودياً في القضية.علاقات مشبوهةوتربط بن زيمة بزيناتي علاقة صداقة وطيدة منذ الصغر، رغم أن الأول شقّ طريقه نحو النجومية وأصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، بينما تحول الثاني إلى مجرم واجه عقوبات جنائية في قضايا حيازة مخدرات وعنف. العلاقات المشبوهة ليست وحدها التي طاردت بن زيمة، بل سلوكه غير اللائق وعباراته النابية التي يتلفظ بها أمام الصحافة المحلية والدولية، فضلاً عن تهم أخرى كممارسة الجنس مع قاصر، والتي برأته المحكمة منها، إلى جانب لاعب بايرن ميونخ فرانك ريبري. وفي إسبانيا تمت معاقبة كريم بن زيمة في العديد من المرات بسبب القيادة دون رخصة أو المشاركة في سباقات للسيارات غير مرخص لها أو التسبب في حوادث سير، وكل هذه القضايا لم يعتبر بن زيمة يوماً أنها تمثل خدشاً للأخلاق أو تشوه صورته كشخصية عامة عليها أن تجسد أخلاقيات الرياضة. وفي عام 2011 كان بن زيمة نفسه ضحية للابتزاز عبر صور إباحية التقطت له، وكان عليه أن يدفع مبلغ 900 ألف يورو، ووصلت الشرطة الفرنسية إلى الجاني الذي اتضح فيما بعد أنه ينتمي إلى محيط بن زيمة نفسه.لكن الغريب في الأمر أن سلوك بن زيمة في الملاعب مختلف جداً عما يصدر عنه خارجها. فهو يلعب من أجل الفريق وخدمة مصلحته. ومع أنه لم يسجل هدفاً في المباريات الـ12 الأخيرة، فهو لا يُعوَّض بالنسبة لديشامب، لكن الأمر بات الآن خارج يد ديشامب نفسه.الريال يريد التخلص منهيبدو أن أيام الفرنسي كريم بن زيمة، مهاجم فريق ريال مدريد وصيف بطل إسبانيا لكرة القدم، أصبحت معدودة داخل النادي الملكي، حيث إن الجدل الذي أثاره الفرنسي في الآونة الأخيرة مع قضية فالبوينا جعل قادة “الميرينغي” يفكرون جديا في التخلي عن خدماته بعد نهاية الموسم الحالي. وكشفت صحيفة “كونفيدونسيال” أن ريال مدريد سيتخلى عن بن زيمة بسعر منخفض، إذ إن قضيته الأخيرة أثرت كثيرا على صورته، وقد تستغل ذلك أنديةُ بطولة إنجلترا الممتازة لكرة القدم للتعاقد معه صيف العام 2016. وقبل أشهر فقط، كان سعر بن زيمة يقدر بأكثر من 70 مليون يورو، وكان كل من أرسنال ومانشستر يونايتد يرغبان في التوقيع معه، بالإضافة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يرى فيه البديل المثالي لزلاتان إبراهيموفيتش، ولكن فلورنتينو بيريز رفض التخلي عنه آنذاك. ولكن قضية فالبوينا ستجعل ريال مدريد يفقد الكثير، إذ اعترف بأنه متورط بالفعل في قضية فالبوينا، إذ ظل يدلي شهادته لمدة 28 ساعة في مركز الشرطة، وأكد بالفعل أنه أراد أن يساعد صديق الطفولة. ويبدو أن التصريحات الأخيرة لمانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي لن تساعد كثيرا، ولم يكن بن زيمة أبدا محبوبا لدى الفرنسيين، ويرجع ذلك لعدم ترديده النشيد الوطني. وعلى حد قول الصحيفة الإسبانية، فإن هناك قلقا كبيرا في ريال مدريد بسبب الإضرار بصورة النادي في حال تأكد تورط اللاعب في قضية فالبوينا، لذلك هناك رغبة بأن يتم الاستغناء عنه في أسرع وقت ممكن لتجنب الأضرار، في وقت ذكرت تقارير صحفية أن مدرب الريال رافا بينيتيز يتضامن مع بن زيمة، ونقلت تصريحا له قال فيه “أدعم كريم كشخص وأنا سعيد بمستواه كلاعب، إنه لاعب أساسي في خط الهجوم ويجعل الأمور سهلة على اللاعبين من حوله”.محامي بن زيمة يهاجم رئيس الوزراءشن آلان جاكوبوفيتش، محامي المهاجم الفرنسي لريال مدريد الإسباني كريم بن زيمة، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، لعدم احترامه مبدأ “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”. وقال محامي بن زيمة في تصريحات إذاعية “ما الذي فعله رئيس الوزراء بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟ لدينا الكثير لنقوله في القضية”، وأضاف “قضية بن زيمة تخرج في وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، وهذا ما دفع رئيس الوزراء للحديث دون اطلاع”. ويأتي تصريح فالس بعد أسبوع فقط من الحملة التي شنتها الوزيرة السابقة نادين مورانو عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تجريد بن زيمة من شرف تمثيل منتخب فرنسا، متهمةً إياه بعدم احترام النشيد الفرنسي، وإهانة ضحايا تفجيرات باريس بسبب بصقه في أرضية الملعب مباشرة بعد انتهاء النشيد الفرنسي قبل مباراة الكلاسيكو. وكان الاتحاد الفرنسي قرر الجمعة الانضمام كطرف مُدَّع في قضية ابتزاز ماتيو فالبوينا، أي أنه قرر الانخراط في القضية. وأوضح في بيان صادر عنه أنه يستطيع، حسب تطور الملف، “اتخاذ كل الخطوات الملائمة لهذا الوضع”، ما قد يؤدي إلى عقوبات تأديبية محتملة.يذكر أن فالبوينا خرج عن صمته الأسبوع الفائت في أولى المقابلات بعد حادثة الابتزاز، ليتهم بن زيمة مباشرةً ويعتبر أن ما فعله به زميله لا يُمكن أن يقوم به بحق أشد أعدائه. بن زيمة يخرج عن صمتهقرر مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة الخروج عن صمته والتحدث لأول مرة عن فضيحة الشريط الجنسي لزميله ماتيو فالبوينا في حديث للتلفزيون الفرنسي. ويأتي حديث بن زيمة بعد يوم واحد من مطالبة رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس باستبعاده من المشاركة مع المنتخب في بطولة أوروبا التي تستضيفها فرنسا العام المقبل إذا ثبت تورطه في قضية الابتزاز الجنسي. وسيذاع البرنامج التلفزيوني قبل ساعتين من مباراة الريال أمام قادش في كأس ملك إسبانيا.  وأقر بن زيمة بمشاركته في القضية، وأبدى فالبوينا شعوره بالاستياء من زميله بالمنتخب لتورطه في هذا الأمر، رغم أنه بدا متصالحا في بداية الأمر ونشر صورته مع بن زيمة على حسابه بموقع فايسبوك.هل يوقف الأسد سكاكين العنصرية؟صحيح ما يقال أنك عندما تميل تكثر السكاكين، وعندما يسقط الأسد يكثر كذلك سن السكاكين، ويبدأ القاصي والداني في الذبح، لأن الأسد صعب السقوط إن لم نقل مستحيل. كريم بن زيمة يمكننا أن نقول إنه سقط حتى وإن لم تدنه الجهات الرسمية في قضية الشريط الإباحي الذي يتعلق بزميله في المنتخب الفرنسي نجم ليون ماتيو فالبوينا، وما عليها من شبهات قد تُسقط ورقة التوت عن كريم، لتكشف عورته التي يترقبها العديد من الخصوم. تلك الورقة التي بدأت بالاهتراء أظهرت العديد من المعطيات التي تفوح منها رائحة العنصرية الفرنسية تجاه كل ما هو غير فرنسي، فبعد أحداث باريس بدأت تصدح الأصوات المناوئة والعنصرية، فتارة وجدنا نائبة في البرلمان تدعي أن كريم “بصق” أثناء تأدية السلام الملكي الفرنسي، وخرجت بعض الصحف لتدعي أن كريم له اليد الطويلة في تصوير الفيلم. واللافت هنا كيف خرج فالبوينا على الإعلام ليدعي أنه فقد المصداقية بينه وبين كريم ولم يتوقع هذا الأمر منه، مدعياً أنه “خان أمانته ولم يكن عند حسن ظنه”! الوقت الذي خرج به زاد الطين بلة على كريم، هل يمكن أن يكون وراء هذا الخروج دافع سياسي؟أخيراً وليس آخراً ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن كريم لا يستحق تمثيل فرنسا، هل هو حجر الأساس في التراكمات الرياضية التي طالتها السياسة؟ ربما في القادم من الأيام سيظهر كريم وكأنه يتبع فصيلا ما وله علاقة بالعقل المدبر لتفجيرات باريس الإرهابي!نحن لا نقضي في عرضنا لهذه القضية التي شغلت الصحف الرياضية وأسالت الحبر مؤخراً أن نربط كريم بالإرهابيين فذلك بعيد كل البعد ولا صلة له، ولكن أن تجد كل هذه السكاكين تكثر على رقبة المخطئ، فكريم مخطئ وإن لم يقصد، هذا ما يسترعي الانتباه ويشنف الأذان ويحبس الأنفاس للتساؤل عن وقت الاتهامات وماهيتها وهدفها؟السلسلة طويلة في عنصرية من يدعي محاربتها، فمن يمكنه أن ينسى ما قاله سمير نصري نجم وسط مانشستر سيتي عندما استبعده ديشامب من تمثيل “الديكة”، حيث كانت كلماته واضحة وجاءت كالتالي “أواجه اتهامات وتعاني أسرتي جراء ذلك، لا أريد لأسرتي أن تعاني، لذلك أرى أن من الأفضل التوقف والتركيز على مسيرتي مع النادي فقط”، ممتنعا عن الاستجابة لأي طلب للعودة إلى المنتخب، وفضل نصري أسرته على الدفاع عن ألوان فرنسا.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات