إسلام سليماني..الهــداف صاحب"الجُمجمة" الذهبية

+ -

لا يختلف اثنان في أن الفضل في مرور “الخضر” إلى الدور التصفوي المؤهل لمونديال روسيا 2018، يعود بنسبة كبيرة للاعب السابق لشباب بلوزداد إسلام سليماني، بالنظر للمردود الطيب والعزيمة والروح القتالية التي كشر عنها ابن عين البنيان ضد المنتخب التنزاني، حيث سجل 4 أهداف ذهابا وإيابا. ورغم أنه لعب دور رجل الإنقاذ في مباراة الذهاب، فإن التقني الفرنسي كريستيان غوركوف تغاضى عنه وراح يشيد، في الندوة الصحفية عقب اللقاء، بثقل وزن الثلاثي ياسين براهيمي وفوزي غلام والغائب عن تلك المقابلة سفيان فغولي، مهمِّشا مهاجم سبورتينغ لشبونة الذي يعتبر اللاعب الوحيد ممن تكون في البطولة المحلية وشارك في رابطة الأبطال الأوروبية منذ 19 سنة. وإحقاقا للحق وإعطاءً لكل ذي حق حقّه، سلطت “الخبر” الضوء على المسيرة الكروية لهداف المنتخب الوطني إسلام سليماني، منذ أيامه الأولى في مداعبة الكرة إلى أن بات هدافا في أعرق المنافسات الأوروبية.يُعد إسلام سليماني (27 عاما) صاحب تقنيات خاصة في تسجيل الأهداف واقتحام عرين الحراس، تتلخص في أن الهدّاف لا يملك كعبا ذهبية فقط، وإنما رأسه هى الأخرى استخلصت من المعدن النفيس، ناهيك عن حدسه وتركيزه العاليين في متابعة الكرة داخل منطقة العمليات، والضغط على مدافع الفريق المنافس لاسترجاع الكرة.. ميزات وغيرها جعلت من سليماني المهاجم الأخطر في تشكيلة محاربي الصحراء ومعشوق الجماهير الجزائرية، وتُرجمت إلى لغة الأرقام بتصنيفه كخامس أحسن هدّاف في تاريخ الكرة الجزائرية (المنتخب) بـ20 هدفا.رحلة البحث عن هوية بدأ اهتمام إسلام بسحر عالم المستديرة في شوارع الجزائر العاصمة، وبالضبط بين ثنايا عين البنيان، وهناك نما شغفه في تسجيل الأهداف وأخذ عشقه لمداعبة الكرة ينمو يوما بعد يوم، الأمر الذي دفعه كأي لاعب كرة قدم إلى تجريب حظه مع براعم نادي وداد عين البنيان.لكن طول قامته وبنيته المورفولوجية القوية غالطت مدربه، فرشحه هذا الأخير للعب في منصب “مدافع”، وهو ما لم يساعد إسلام كثيرا في أولى تجاربه الكروية، إذ وجد حاملُ القميص رقم 9 اليوم في نادي سبورتينغ البرتغالي، وجد نفسه بعيدا عن هز الشباك، ففشل يومها في إقناع مدربه، ومن تم ضيع فرصة اختياره رفقة باقي أقرانه. لكن العزيمة التي تطبع روح سليماني اليوم ليست وليدة الصدفة، إذ  إن البرعم يومها لم يستسلم للفشل، بل حافظ على نفس الإصرار والعزيمة، وعاد في اليوم الموالي الذي تم إقصاؤه فيه لمشاهدة رفاقه الذين تم انتقاؤهم. وهناك التقى الحظ بمسار إسلام وفوجئ بدعوة مدربه طالبا منه تغيير ملابسه لتعويض الجناح الأيمن المصاب، فاغتنم إسلام الفرصة وأدى مباراة في القمة، غيّرت رأي المدرب 360 درجة، وقرر أخيرا الاحتفاظ به في التعداد ولكن هذه المرة كمهاجم.يكره تضييع الفرص.. منذ تلك الفترة بدأ حبه في هز الشباك ينمو أكثر فأكثر،  ولم يترك أي فرصة إلا اغتنمها، كتلك التي أتيحت له رفقة براعم وداد عين البنيان في دورة ودية أقيمت في مدينة ليون الفرنسية، سجل خلالها حامل القميص رقم 13 مع “الخضر” 13 هدفا في 6 مباريات خاضها فريقه ضد براعم مدارس أوروبية عريقة، وساهم اللاعب أيما مساهمة في وصول فريقه إلى نهائي الدورة.انتقل سليماني بعدها إلى أواسط فريق شبيبة الشراڤة الذي كان وقتها ينشط في القسم الوطني الأول للفئات الصغرى، وتُوج هداف البطولة بتسجيله 18 هدفا في 20 ظهورا له مع فريقه الجديد، ما جعل مدربه زميتي آنذاك يرقيه إلى صنف الأكابر وهو لا يزال في السنة الثانية أواسط.فرصة جديدة وتألق جديد تعد المباراة التي خاضها مدلل “الخضر” مع فريقه شبيبة الشراڤة للأكابر أمام سور الغزلان ضمن منافسة كأس الجمهورية، والتي تم إجراؤها بملعب أول نوفمبر في تيزي وزو، منعرجاً حاسماً في مسيرة إسلام سليماني، حيث سجل هدف الفريق الوحيد وأهَّله إلى الدور التالي، ومن ثم أمسى قطعة أساسية في تشكيلة المدرب زميتي، وأنهى الموسم كهدّاف لناديه ولبطولة قسم ما بين الرابطات بـمجموع 21 هدفا، مكّنت فريقه من تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الثاني. أمضى سليماني 3 مواسم مع شبيبة الشراڤة من 2006 إلى غاية 2009، تكوَن فيها وتعلم مبادئ الكرة، واستطاع من خلالها أن يخطف الأنظار ويجلب اهتمام عدة أندية جزائرية كانت تنشط في بطولة القسم الأول، منها شبيبة القبائل، اتحاد العاصمة، مولودية الجزائر وأهلي برج بوعريريج، وفي مقدمتها نادي شباب بلوزداد، هذا الأخير فاز بصفقة سليماني واستقدمه لصفوفه في 17 ماي 2009. ومع أبناء لعقيبة لمع بريق إسلام وأضاء سماء حي بلكور الشعبي بالعاصمة، وصنع أفراحهم 4 مواسم قضاها رفقتهم. ارتدى القميص الأحمر والأبيض في 122 مباراة مكنته من معانقة الشباك في 43 مناسبة، ولا يزال أبناء لعقيبة يتذكرون جيدا تلك المباراة التي سجل فيها إسلام 5 أهداف كاملة من أصل 7 دخلت مرمى شبيبة القبائل.حاليلوزيتش يستنجد بإسلام لوضع حد للعقم الهجومي علو كعبه أمام الشباك لفت انتباه الناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، واستدعاه لأول مرة سنة 2012 في مباراة ودية ضد النيجر تحضيرا لتصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ولم ينتظر لاعب الشباب السابق كثيرا حتى شغّل عداده التهديفي مع المنتخب، إذ بعد أسبوع سجل أول أهدافه مع المنتخب في مباراته الرسمية الأولى ضد رواندا في الدقيقة 79 من عمر المباراة، وسجل ثاني أهدافه ضد المنتخب المالي في مباراة انهزم فيها “الخضر” بثنائية، وفي مباراته الرسمية الثالثة سجل هدفين في مرمى غامبيا، ليرفع رصيده إلى 4 أهداف في 3 مباريات متتالية. واصل اللاعب الأمازيغي إلى الأمام في نفس الوتيرة، ومرّر كرة حاسمة في لقاء الذهاب ضد المنتخب الليبي، وسجل هدفا آخر في الإياب، ليمنح “الخضر” تأشيرة التأهل إلى بلاد منديلا لخوض غمار المنافسة الإفريقية “كان 2013”.شارك سليمان في مونديال بلاد “السامبا” سنة 2014، بعد أن كان له الفضل الكبير في تأهل رفاقه بتسجيله 5 أهداف خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال. ولم يكتف بهذا الحد، حيث قاد “الخضر” في رابع مشاركة لهم في كأس العالم إلى تخطي عقبة الدور الأول من المنافسة لأول مرة في تاريخ المنتحب الجزائري، وأشعل حماس الجماهير الجزائرية وحوّل أحلامهم إلى حقيقة بتسجيله هدفا في مرمى كوريا الجنوبية وبتمريرة حاسمة في المباراة التي انتهت بـ4 أهداف مقابل 2. أما في المباراة الحاسمة ضد الدب الروسي، فيعود الفضل إلى الرأسية الذهبية التي عادل بها إسلام النتيجة وكسر بها التابوهات، وسمح للخضر بالمرور إلى الدور الثاني في سابقة بالنسبة للكرة الجزائرية.الحلم يصبح حقيقة.. تألقه اللافت للانتباه في ناديه شباب بلوزداد والمنتخب الوطني، وضع صاحب 27 ربيعا في دائرة الأضواء، وبات أحد اللاعبين المحليين الأكثر طلبا في البطولات الأجنبية، وفي وقت أوشك على الانتماء لنادي نانت الفرنسي، اختار سليماني تغيير الأجواء وأمضى عقدا احترافيا لمدة 4 سنوات مع نادي العاصمة البرتغالية سبورتينغ لشبونة في صيف 2013 مقابل 300 ألف أورو، واستطاع أن يفرض نفسه بقوة مع فريقه الجديد، حيث انطلق في تسجيل الأهداف تلو الأخرى، حتى أمسى المهاجم الأساسي لفريقه.سجل إسلام 35 هدفا في 80 مباراة خاضها مع النادي السابق لألمع نجوم الكرة الأوروبية، على غرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومواطنه لويس فيغو وناني، وكسب قلوب رواد مناصري النادي العريق (تأسس سنة 1906)، بعد أن سجل أهدافا حاسمة مكنتهم من كسب الألقاب، كتلك الرأسية الذهبية التي أسكنها في شباك الغريم التقليدي نادي بانفيكا، والتي أهلت فريقه للمشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية للموسم المنصرم، وقاد ناديه مرة أخرى لفوز تاريخي على نفس الغريم التقليدي بنفيكا لحساب كأس البرتغال، من خلال توقيعه هدف الفوز في الدقيقة 112، رافعا رصيده هذا الموسم إلى 14 هدفا.تجدر الإشارة إلى أن مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية سلطت الضوء على أحسن 5 لاعبين أفارقة ينشطون في الدوريات الأوروبية، حيث تصدر القائمة اللاعبان الجزائريان إسلام سليماني ورياض محرز، بالنظر للمردود الطيب الذي أبانا عنه في الجولة الماضية مع نادييهما، متقدمَين على المغربي منير الحمداوي الذي لمع بريقه مع فريقه الهولندي ألكمار، إضافة إلى الكاميروني صامويل إيتو مع أنطاليا سبور التركي، والغاني إيمانويل إجيمانغ بادو مع فريق أودينيزي الإيطالي.السجل التاريخي للاعبأفضل محترف عربي في الملاعب الأوروبية لشهر نوفمبر 2013جائزة الكرة الذهبية الجزائرية كأفضل لاعب جزائري لعام 2013 التي تمنحها سنويا صحيفتا “الهداف” و “لوبيتور”.خامس أحسن هداف في تاريخ الكرة الجزائرية برصيد 20 هدفا، على بعد 16 هدفا عن الهداف التاريخي تاسفوت.أول لاعب منحدر من البطولة المحلية شارك في بطولة رابطة الأبطال الأوروبية منذ 1996.هداف القسم الأول في البطولة الجزائرية لكرة القدمكأس البرتغال مرة واحدة في الموسم 2014-2015كأس السوبر البرتغالية 2015-2016

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات