لاشك أن تسليم الطريق السيار شرق غرب قد تأخر عن موعد تسليمه الرسمي حتى الآن بما يعادل 5 سنوات كاملة، وهي مدة تعادل المدة التي تقرر فيها إنجاز هذا المشروع. ولاشك أن التسليم النهائي لهذا المشروع قد يستمر 10 سنوات أخرى، لأن تسييج الطريق وتزويده بالمرافق الخدماتية ما يزال مجرد مشروع!الغلاف المالي المخصص للمشروع قيل إنه تم استهلاكه بالكامل ولم يبق منه شيء، في حين دخلت الأجزاء المنجزة من الطريق في طور الخدمة الفوضوية، رغم أن الطريق المنجز ما يزال تحت الضمان للشركات المنجزة.. ومع ذلك دخلت عمليات الترميم بشكل يكاد يشمل 50% من المسافات المنجزة؟! أين مسؤولية الشركات المنجزة وأين مسؤولية الدولة في متابعة هذه الإنجازات؟في المسافة الفاصلة بين قسنطينة والحدود الشرقية للبلاد، تظهر مظاهر التسيب المتعمد في تسيير هذا المشروع.. فنفق جبل الوحش انهار قبل تشغيله وتم الاستغناء عنه بطريق آخر اجتنابي، ولكن لا أحد سأل عن المسؤولية في ما حدث من سوء تقدير وإهمال، وقد تكون القضية سجلت ضد مجهول، وذهبت ملايير الدولارات أدراج الرياح!المسافة الموجودة بين عنابة والحدود التونسية تمثل بالفعل قمة التسيب والإهمال في تسيير إنجاز هذا الطريق.. فالشركات المنجزة غادرت المشروع منذ سنوات.. والجسور المنجزة على هذه المسافة المقدرة بـ150 كلم أصبحت الآن مثل الأطلال الرومانية قائمة في العراء، وتأكل عمليات “الحت” والتعرية هذه الأطلال التي تسمى جسور الطريق السيار!لا أحد يعرف متى تنطلق الأشغال لإنجاز هذا الشطر مجددا، ولا أحد يعرف أين ذهبت أموال هذا الشطر الذي لم ينجز بعد. ! لا الحكومة ولا البرلمان يعرفان ما يحدث في هذا المشروع.. وقد يستمر إنجازه 10 سنوات أخرى، خاصة بعد شح الموارد وذهاب الأموال.صورة إنجاز الطريق السيار تعكس بالفعل صورة إدارة البلاد بالرداءة المطلوبة.. لا أحد يعرف كم صرف على المشروع، ولا أحد يعرف كم صرف من أموال المشروع، ولا أحد يعرف بالتدقيق نسبة تقصير الشركات المنجزة للمشروع في إنجازه بالمواصفات المطلوبة.. كل ما يعرفه سكان الطارف مثلا أن الطريق السيار في هذه الولاية تحوّل إلى أطلال رومانية على مستوى المنشآت التي أنجزت كالجسور مثلا.الطريق السيار يعد فعلا نموذجا لإنجازات سلطة لا تُسأل عما تفعل.. ولا نسأل عما تصرف من أموال.. والمهم أن تصرف الأموال وفقط؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات