تمكن اتحاد عمال التربية والتكوين، يومين بعد التوقيع على ميثاق أخلاقيات القطاع، من شل المؤسسات التربوية عبر الوطن بسبب إضراب المساعدين التربويين، فقد شهدت مؤسسات تربوية، أمس، اضطرابات كون الاحتجاج تزامن مع الامتحانات الفصلية، فيما ينتظر أن يفصل ممثلو هذا السلك، اليوم، في طريقة التصعيد، ما لم تعجل الوزارة في تسوية الملفات العالقة. نظم، أمس، المساعدون التربويون المنضوون تحت لواء اتحاد عمال التربية والتكوين “إينباف” وقفات احتجاجية أمام مقرات مديريات التربية في جميع الولايات، للتنديد بـ”الإقصاء” الذي تعرضت له هذه الفئة من مستخدمي التربية، خلافا لباقي أسلاك القطاع.يأتي الإضراب بعد يومين من توقيع ميثاق أخلاقيات القطاع، وإن كان ظاهر هذه الوثيقة بالنسبة للوزيرة على الأقل، ضرورة التزام جميع أطراف الأسرة التربوية بالحوار لمعالجة النزاعات مع الشركاء الاجتماعيين، إلا أن جميع القراءات التي كانت وراء إعادة النظر في نسخته الأصلية، أكدت نية سياسية خفية لمنع الإضراب في قطاع التربية، باعتباره أهم ملف تراهن عليه بن غبريت.وعرفت مديريات التربية، في كل من الجزائر الوسطى والشرقية والغربية، استجابة معتبرة للاحتجاج، موازاة مع شلل تام على مستوى عدد من المؤسسات التربوية، بسبب الإضراب الذي شنه مساعدو التربية ليوم واحد قابل للتجديد.وقال رئيس اللجنة الوطنية لمساعدي التربية، واسطي حمزة، لـ”الخبر”، بأن نسبة الاستجابة الوطنية للإضراب تجاوزت 50 بالمائة، مشيرا إلى أنه جاء بعد استنفاد جميع الطرق القانونية، فالنقابة راسلت، حسبه، وزارة التربية أكثر من مرة لعقد جلسة عمل ومناقشة الملفات العالقة، غير أن الوصاية لم ترد، يضيف، لحد الآن على هذا المطلب، رغم التزامها بمعالجة جميع الملفات وتسوية مختلف الوضعيات المتعلقة بالآيلين للزوال قبل نهاية ديسمبر 2015.ووجهت اللجنة، خلال وقفاتها الاحتجاجية، أمس، رسالة تظلم إلى الوزير الأول، للتدخل والإنصاف، ذكرت من خلالها بالتزامه بالقضاء على الرتب الآيلة للزوال، من خلال الترقية عن طريق الامتحانات المهنية والتحويل التلقائي للمناصب المالية، “وهو ما لم تجسده التعليمة 003، المخيبة للآمال، التي أقصت فئة كبيرة من مساعدي التربية، قيد الخدمة الفعلية، المصنفين في الرتب الآيلة للزوال (صنف 07 و08) بحرمانهم من الترقية لرتبة مشرف تربوي صنف 10 تثمينا لخبرتهم المهنية”. ويأتي إضراب المساعدين التربويين، يومين فقط، بعد توقيع نقابات القطاع على ميثاق أخلاقيات قطاع التربية، ما يمكن اعتباره رسالة مشفرة موجهة لنورية بن غبريت، تضعها أمام مسؤولياتها كمسؤولة أولى عن القطاع، وتجبرها على الالتزام بميثاقها، كشرط لالتزام الشركاء به “فنحن أكدنا بأن الميثاق مجرد عقد أخلاقي ولا علاقة له بالحق في الإضراب..”، يقول واسطي.ففي الأغواط احتج، أمس، عشرات مساعدي ومشرفي التربية أمام مقر مديرية التربية بالأغواط، تنديدا بما وصفوه بالإقصاء والتهميش الذي طال هذه الفئة بين كل فئات أسلاك التربية. وأشار المحتجون إلى أن احتجاجهم يأتي تلبية لنداء اللجنة الوطنية لمساعدي التربية المجتمعة للمطالبة بالقضاء النهائي على المناصب الآيلة للزوال في الرتبة المذكورة، من خلال التحويل التلقائي للمناصب دون شرط أقدمية 05 سنوات، مع جعل الرتبة القاعدية في الصنف 11 وتثمين الشهادات العلمية بترقية الحاصلين على شهادة الليسانس إلى رتبة مشرف تربية رئيسي في الصنف 12، واستحداث رتبة مشرف مكوّن في الصنف 13، وكذا تثمين الخبرة المهنية للاستفادة من رتب الترقية المستحدثة، مطالبين بإعادة النظر في ساعات العمل التي تصل إلى 40 ساعة في الأسبوع، على خلاف الفئات الأخرى.من جهتهم، نظم نحو 80 مساعدا ومشرفا تربويا، وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية بولاية عين الدفلى، استجابة لنداء نقابة “إينباف”، للتنديد بسياسة التمييز المنتهجة من قبل وزارة التربية إزاء فئتي المساعدين والمشرفين التربويين، بعد حرمانهم من تثمين الخبرة المهنية والاستفادة بالتالي من بعض الرتب المستحدثة على غرار رتبة مشرف رئيسي.أما في ولاية سيدي بلعباس، فكانت الاستجابة للإضراب محتشمة، وإن كان توقف منخرطي اللجنة عن العمل، قد تسبب في تأخر التحاق تلاميذ ثانوية “مفتاحي محمد” بقاعات الامتحان، إلا أن غياب التنظيم المحكم حال دون تمكنهم من نقل الاحتجاج إلى مديرية التربية الولائية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات