+ -

 لست أدري لماذا أحس بأن حادثة تيڤنتورين تشبه حادثة “لوكربي”، وأن الجنرال حسان هو المقراحي الليبي...وأن بوتفليقة هو القذافي في آخر أيامه !ومن هنا، فإن سجن بوتفليقة للجنرال حسان هو حماية له وليس سجنه... تماما مثلما حمى القذافي في البداية المقراحي بسجنه في ليبيا، ورفض تسليمه للأمريكان والبريطانيين!مثل هذا التصور يتماشى مع ما قالته لويزة حنون من أن بوتفليقة يقدّر وطنية الجنرال حسان وبطولاته؟! وبوتفليقة هو الذي قال: إن من يريد الوصول إلى الجنرالات بالمحكمة الدولية، يصل إليهم على جثتي! لهذا قد يكون سجن الجنرال حسان بتهم يقول عنها المحامون إنها “بايخة”، يعني أن الرئيس قام بحماية هؤلاء بسجنهم.. ليس إلا؟!قد يكون بوتفليقة قد أحس بأن الأمريكان والإنجليز يريدون معالجة موضوع “تيڤنتورين بالصيغة نفسها التي عالجوا بها لوكربي... وفي هذه الحالة، فإن ما قام به بوتفليقة في جهاز (D.R.S) هو حماية له.. وليس عقابا له، كما يقول خصوم الرئيس وخصوم الـ(D.R.S).ما يؤكد هذا التفسير؛ هو أن الرئيس بوتفليقة بعد حادثة تيڤنتورين أعطى كل شيء للفرنسيين والأمريكان والإنجليز.. تماما مثلما فعل القذافي حين أعطى كل شيء للأمريكان لطي ملف لوكربي.. فبوتفليقة فتح الأجواء الجزائرية للطيران الحربي الفرنسي لأول مرة في التاريخ، تماما مثلما قام القذافي بفتح الأجواء الليبية للأمريكان.. وقام بوتفليقة بوضع عائدات النفط تحت تصرف الغرب، فأخذت فرنسا ما أخذت.. وأخذ صندوق النقد الدولي ما أخذ.. وقد تصرف في هذه الأموال شقيق الرئيس؛ لأن الرئيس كان في فال دوغراس لا يقرر تماما، مثلما كان سيف الإسلام القذافي يتصرف باسم والده في مقدرات ليبيا الموضوعة في البنوك الأجنبية !وعلى الصعيد الداخلي، أصبح علي حداد يتصرف في الاقتصاد على أساس أنه أصبح يمثل حالة أخ السعيد من الرضاعة! لأن كلا منهما رضع من “بزولة” الخزينة العامة للدولة؟! حداد رضع أيضا الوطنية من البنوك.. مثلما رضعها إخوة الرئيس؟!وفي هذا المنظور، يمكن أن نفهم لماذا أصبح برلمان “الحفافات” طيعا في يد سلال وسعداني لخدمة أخ من الرضاعة “المستر” حداد! الذي أصبح بمقدوره أن يتحدث باسم الحكومة، وكلامه يسمع أكثر من أي وزير في الحكومة، بمن فيهم الوزير الأول.. وهاهو يشحن رجال المال مثله إلى أمريكا في جولة البحث عن شراكة مع الأمريكان، في صورة بائسة تشبه الصورة التي مثلتها جماعة القذافي في ليبيا قبل سقوطه؟!الجزائر اليوم وعلى ضوء ما حدث في البرلمان وتقوم به الحكومة، وعلى ضوء ما يجري في المؤسسة العسكرية، وفي شبه الأحزاب الحاكمة.. فالجزائر بفعل هذا كله تتجه نحو مصير ليبيا ما بعد القذافي! نحن نعيش فعلا الربيع العربي بصورة تشبه ما حدث في ليبيا ومصر وسوريا واليمن، ولكن على الطريقة الجزائرية؟! في تلك الدول، الخارج هو الذي يفكك الدول بالتدخل المباشر وغير المباشر.. أما عندنا، فنحن الذين نفكك بإرادتنا ما تبقّى من مظاهر الدولة.. وتحت الرعاية السامية للرئيس الذي لا ينطق ولا يمشي، ولكنه يأمر ويفعل ويشرف عما يحصل من مهازل.. أو هكذا يقولون! يسجن الجنرالات (الوطنيين) باسم الوطنية التي يشهد لهم بها، ويبيع المؤسسات الاقتصادية للخارج، ثم يشتريها منهم.. اليوم جازي والحجار.. وغدا سوناطراك وسونالغاز[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات