كان ثلاثة تلاميذ بثانوية سيدي عقبة ببسكرة يحسبون أن إحراق ثانوية هو مجرد “لعبة أطفال”، قبل أن يعلموا متأخرين أن ما فعلوه “جريمة” يُعاقب عليها القانون، ولا تتوقف عند المثول أمام مجلس تأديبي أو حتى إعادة السنة الدراسية فقط، بل يمكن أن تُعرّضهم للمتابعة القضائية وتزج بهم في مراكز حماية الأحداث. لاتزال أسرة قطاع التربية بولاية بسكرة والشارع المحلي يترقبان ما ستؤول إليه قضية التلاميذ الثلاثة الذين حاولوا إضرام النار في ثانوية “بشير بسكري” بسيدي عقبة التي يدرسون بها، وهي سابقة تعد الأولى من نوعها في المنطقة، كلفت المتورطين التوقيف التحفظي عن الدراسة ووضعهم تحت الرقابة القضائية ومتابعتهم بجناية مُحاولة إضرام النار في ملك الغير.القضية تعود أحداثها إلى تاريخ 17 نوفمبر 2015 والتي تزامنت مع إجراء مقابلة الجزائر- تنزانيا التي تابعها التلاميذ الثلاثة: الأول يبلغ من العمر 21 سنة، والاثنان الآخران قاصران. وبعد انتهاء المباراة، وفي خضم الاحتفال بالانتصار، فكروا في إحراق الثانوية التي يدرسون بها! حيث اقتنوا بنزينا وتسللوا إليها وأقدموا على فعلتهم، قبل أن يتفطن الحراس إلى العملية ويبلغوا مصالح الأمن التي ألقت القبض عليهم.غير أن التلاميذ الذين حسبوا أن “اللعبة” ستنتهي بتعطيل الامتحانات الفصلية فقط، جعلتهم يحالون على العدالة بعدما رفعت إدارة الثانوية شكوى ضد مجهول.وسجلت “الخبر” في رحلة التقصي عن هذه الحادثة استياء أسرة التربية التي لم تجد المبرر الكافي لهذه الجريمة، مقابل ذلك مازال الشارع المحلي خاصة بسيدي عقبة يترقب نهاية هذه القضية التي تأسف لها الجميع، خاصة أن أولياء المعنيين ذوو مستوى محترم، فأحدهم أستاذ جامعي وآخر أستاذ بذات الثانوية.ويرغب أولياء التلاميذ المعنيين في مواصلة أبنائهم دراستهم بشكل عادي من أجل حمايتهم من الشارع، مبررين ذلك بأن ما فعله أبناؤهم “طيش مراهقين ولم يدركوا حجم فعلتهم وعواقبها”!من جهته، أفاد مدير التربية لولاية بسكرة بأن التلاميذ المتورطين أحيلوا على المجلس التأديبي للنظر في قضيتهم، موضحا أن المجلس سيد في اتخاذ القرار المناسب، كما أن للأولياء حق الطعن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات