الألمان لصيانة الطائرات الإفريقية في الجزائر

38serv

+ -

كشف تقرير جديد للجوية الجزائرية أن طياري الشركة تمكنوا، طيلة السنوات الماضية، من استرجاع ما يعادل 20 مليار سنتيم فصليا، بفضل اقتصادهم الوقود، وطالب بالمقابل برفع رواتب هؤلاء، في إطار مراجعة شاملة لمنظومة الأجور، موازاة مع مخطط الإنعاش الذي سيتم بموجبه استحداث فروع جديدة قبل جويلية 2016،على رأسها صيانة الطائرات الإفريقية في الجزائر التي أوكلت للألمان.أعلن مصدر مسؤول من الخطوط الجوية الجزائرية أن مكتب الدراسات الخاص الذي أجرى دراسة لفائدة الشركة على مستوى أربعة مطارات كبرى في الجزائر وقسنطينة وعنابة وحاسي مسعود، قدم توصيات تؤكد على ضرورة مراجعة منظومة الأجور الخاصة بمختلف أسلاك هذه الهيئة.وجاء في التقرير، الذي اطلعت عليه “الخبر”، أن طياري الجوية الجزائرية يقتصدون أكثر من 210 مليون دينار للثلاثي الواحد، أي 20 مليار سنتيم في وقود الطائرات (الكيروزان)، فيما توقع أن تتم استعادة أكثر من 30 مليون دينار بعد فتح الفرع الخاص بعمليات الشحن خلال الأشهر القليلة المقبلة، بفضل عملية تكوين واسعة سيخضع لها موظفو هذه المديرية.وبناء على هذه المعطيات، قال التقرير إن شركة الجوية الجزائرية مطالبة، اليوم، باستغلال هذه الأموال المسترجعة، وكذا المداخيل التي سيتم تحصيلها بفضل مخطط الإنعاش المعتمد، في مراجعة الأجور، خاصة بالنسبة لسلك الطيارين، حيث أشارت ذات الوثيقة إلى أن معدل رواتب طياري الجوية لا يتعدى 27 مليون سنتيم للذين يحوزون على أقدمية تتجاوز 13 سنة. وهو راتب لا يتجاوز نسبة 44 بالمائة من الأجر الذي يتقاضاه طيارو “طاسيلي”، رغم أن الفارق في ساعات العمل كبير جدا، إذ يصل 40 ساعة شهريا، ويقدر معدل توقيت عمل طياري الجوية الجزائرية بـ90 ساعة شهريا مقابل 50 ساعة في الشركة المنافسة.وأشارت نتائج التقرير إلى الرواتب المطبقة في 1100 شركة طيران تعمل على المستوى العالمي، حيث قال إن راتب الطيار مثلا يقارب 100 مليون سنتيم، موازاة مع أجور مغرية لمختلف أسلاك الطاقم الجوي.وتحدث تقرير الجوية الجزائرية عن مخطط الإنعاش الذي باشرته الشركة، حيث أشار إلى مستوى الخدمات التي يقدمها فرع “الكاترينغ”، أو خدمات الإطعام والتموين، الذي تم افتتاحه مؤخرا، حيث يقدم وجبات ذات نوعية لزبائن الجوية، وهي خدمة تشمل جميع الهيئات التابعة للشركة، حيث تقوم هذه المديرية المستقلة ببيع مختلف الوجبات لضمان رواتب مستخدميها وتطوير خدماتها.من جهة أخرى، سيتم، رسميا، في إطار إعادة هيكلة الشركة، استحداث فرع خاص بالشحن، وآخر بالصيانة وآخر بالخدمات الأرضية، فبالنسبة للمديرية الأولى، سيتم اقتناء طائرتين من نوع بوينغ 737-800، كان من المفروض استعمالهما في نقل الركاب، قبل أن يتم استحداث هذا الفرع.وتقرر بذلك، تحويل الطائرتين الجديدتين إلى شحن البضائع والأمتعة، موازاة مع نقل الطائرتين اللتين كانت تستعملهما الجوية الجزائرية في عمليات الشحن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لإجراء تعديلات تقنية قصد استغلالهما في نقل الركاب. وبخصوص فرع المديريات التقنية أو الصيانة، كشف مصدر من الجوية الجزائرية عن تكالب كبير من قبل ثلاث شركات عالمية للفوز بالشراكة، من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا، وتعول الجوية الجزائرية كثيرا على هذا الفرع للاستحواذ على السوق الإفريقية، بالنظر إلى الإمكانيات الهائلة المتوفرة باستغلال مستودعي تمنراست والدار البيضاء في العاصمة، اللذين يعتبران من بين أكبر المستودعات على المستوى الإفريقي. وقررت الشركة فتح رأسمال هذه الفرع المستقل قصد تطوير خدماته، وقال المصدر الذي تحدث لـ”الخبر”، إن الألمان فازوا بالصفقة في انتظار افتتاح المديرية رسميا والشروع في تطبيق خطة الإنعاش الجديدة بناء على تعليمات المدير العام، بودربالة، الذي وجه تعليمات صارمة لافتتاحها قبل جويلية 2016.أما الفرع الذي يخص مختلف الخدمات الأرضية التي يتم تزويد الطائرة بها قبل الإقلاع، من تحميل أو إفراغ البضائع والأمتعة إلى غاية ركوب أو نزول المسافرين، فيهدف لتحسين مستوى الأداء والخدمة التي ظلت محل انتقاد من طرف زبائن الشركة، وزادت حدة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الركاب مضطرين إلى الانتظار لمدة 3 ساعات أو أكثر للحصول على أمتعتهم، فيما لا تتعدى المدة بالنسبة لشركات الطيران المنافسة دقائق معدودات، مثلما أشار إليه تقرير الجوية الجزائرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات