"استقلالية المسيرين تضمن الاحترافية ورهاننا كسب ثقة المستهلك"

+ -

ماذا تعني ”رويبة” بالنسبة لكم وما الذي تمثله في السوق؟ المشروع الذي بدأ صغيرا بمؤسسة لإنتاج المصبرات تطور ونما خلال التسعينات في ظروف صعبة. وللمفارقة، فإنني أذكر أن رسما كان مفروضا على نشاط تحويل الخضر والفواكه في الجزائر تسبب في وأد الصناعة الغذائية ويعرف بالرسم الخاص الإضافي والذي تم إلغاؤه من قبل وزير المالية الأسبق عبد اللطيف بن أشنهو في 2000، هو الذي ساهم في تحويل نشاط المؤسسة إلى المشروبات والعصائر بعد أن تخصصنا في صناعة مصبرات الطماطم وأحسن منتوج ”للهريسة”، حيث كنا نستفيد من وجود شبكة متكاملة ومدمجة وفعالة لمزارعين تعدادهم 1500 مزارع يوفرون طماطم محلية بنوعية جيدة وبمواصفات ملائمة للمجال الصناعي. ولدى تحولنا إلى نشاط العصائر والمشروبات واجهتنا صعوبات في التسعينات، وكنا قد باشرنا أيضا إنتاج مشروب الكوكاكولا، وتوليت مع سنة 1999 رئاسة المؤسسة واعتمدت مقاربة لضمان إعادة بعث النشاط الخاص بالمشروبات.هنالك من يعتبر أن ”رويبة” أضحت علامة مسجلة في السوق، كيف ترون ذلك؟ اخترنا اعتماد الشفافية والاتصال وإعطاء هوامش للمسيرين مع تحول الشركة من عائلية إلى شركة ذات أسهم، فضلا عن إشراك العامل، فاستقلالية المسير تضمن فعالية أكبر ونصبو للأفضل والأحسن وتقديم ما هو أفضل مع مراجعة النفس دائما والتركيز على أنماط التسويق الحديثة وكسب ثقة المستهلكين، ولكن نعتبر أننا مازلنا لم نكسب الرهان في ظل سوق تنافسي وتعددي، بل وسوق يعرف فائضا في العرض، حيث يفوق 40 مرة القدرة الاستيعابية، وهو ما يكشف عن نقص في الاحترافية والروح الإبداعية، مع لجوء بعض المنتجين إلى أساليب غير شفافة تنعكس على نوعية المنتوج.هل تتوسعون خارجيا بعد ضمان تموقعكم في الداخل؟ بدأنا نتطور في السوق التونسي ونسجل مستوى مبيعات معتبر، بل إننا ساهمنا في تحفيز المنافسة المحلية في اقتفاء آثارنا ولكن للأسف هنالك نقص في المصاحبة لدى بنك الجزائر، وهو ما لا يسمح للشركات الجزائرية بالتموقع في الخارج، بينما لا خيار لها سوى دعم هذا التوجه، ونركز كأولوية على منطقة المغرب العربي. ما يهمنا أن نصل إلى مستوى نصبح فيه ”خطرا” أو مصدر قلق للشركات الأجنبية، وتلك علامة على أننا بلغنا قدرة على المنافسة. بالمقابل، دخلنا إلى بورصة الجزائر، لكن نأسف أيضا بأن سلطة الضبط لا تتقدم وهو ما يعيق تطور هذه الآلية التي يمكن أن تساهم في تمويل الاقتصاد. نحضر للاحتفال بالذكرى 50 للشركة، ونعتبر أنفسنا ننتمي للإرث العام للجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات