الثقافة في "مهمة مستحيلة" لإنقاذ الاقتصاد الوطني

38serv

+ -

أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبى، أنه تلقى عدة عروض مؤخرا من مستثمرين يرغبون في دخول عالم الاستثمار الثقافي، من خلال بناء قاعات ومراكز وأحياء سينمائية، في عدة ولايات عبر تراب الوطن، منها في العاصمة وتيبازة وقسنطينة وسيدي بلعباس، وأشار الوزير خلال كلمته باللقاء الذي نظمته وزارة الثقافة حول ”في المجال الثقافي” إلى أن ”الثقافة عنصر أساسي ومهمّ لدعم الاقتصاد الوطني”، خصوصا في الظروف الحالية  التي تمر بها البلاد. حاول لقاء الاستثمار الثقافي، تسليط الضوء على جدوى النهوض بالاقتصاد الوطني، من خلال تشجيع الاستثمار في قطاع الثقافة، حيث ناقش المتدخلون تجارب الدول العربية والأوروبية في هذا المجال، وتحدّث وزير الثقافة ميهوبي عن تجارب كل من دولة نيجيريا التي تنتج سنويا 2000 فيلم. يدعم الاقتصاد الوطني بمبلغ 600 مليون دولار ويصل إلى مليار دولار، ودولة الهند التي يساهم بها قطاع السينما بمبلغ 2.5 مليار دولار في السنة .وتبدو وضعية قطاع الثقافة في الجزائر ليست بخير، مقارنة بتلك التجارب وحتى مقارنة بالجيران كالمملكة المغربية التي تنتج أفلاما تحقق 100 مليون دولار سنويا. وتعيش الجزائر حالة من ”العطش” في مجال الاستثمار الثقافي، كما أوضح الوزير أن ”البلاد لا تتوفر على أية مخابر أو استديوهات ولا حتى على الظروف الملائمة للإنتاج السينمائي”، وذلك رغم  الحوافز الجبائية والامتيازات التي تقدمها الدولة للمستثمرين في قطاع الثقافة. كما أن الولاة ”أكدوا على جاهزيتهم لدعم المستثمر الذي يرغب في العمل في قطاع الثقافة”. عاد الوزير للحديث على ضرورة مراجعة خارطة المهرجانات في الجزائر بعد أن وصلت إلى 200 مهرجان ”غير منتجة” في معظمها، للتخلص من تبعية المحروقات والخروج بخارطة ثقافية حقيقية بإمكانها دعم الاقتصاد وتشجيع الثقافة المنتجة.قال ممثل رؤساء المؤسسات، حكيم سوفي، من جهته، إن المنتدى وشركائه ملتزمون بهذه الخطوة لدعم وزارة الثقافة في هذه”المعركة”، وذلك من أجل تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو الاقتصادي بشكل قوي. مشيرا إلى أن الاستثمار الثقافي ”قطاع مربح”، وتحدّث في هذا الإطار عن تجربة فرنسا التي تبقى نموذجية مقارنة بتجربة الجزائر، حيث أن قطاع الثقافة في فرنسا يساهم بـ 7 أضعاف أكثر من الصناعة الميكانيكية في الناتج الداخلي الخام للاقتصاد الفرنسي. وتحدث مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، نزيه بن رمضان، عن تجربة الوكالة في هذا الإطار والتدابير الجبائية في مجال الثقافة.وقد غاب عن برنامج اللقاء، كل من وزيري التجارة والصناعة والمناجم، وقد شكلت وزارة الثقافة لجنة متخصصة لدعم هذا الإطار، وتكونت اللجنة من المخرج أحمد راشدي، السيناريست أحمد بجاوي، الباحث بن دعماش عبد القادر، المنتجة دليلة ناجم، السيد وهاج وطارق، المسرحي عمار فطموش، الفنان جميعي رشيد، المنتج مالك علي يحي، الناشر غرفي عز الدين. وتراهن وزارة الثقافة على هذا اللقاء في ظل الظروف الاقتصادية، مع تراجع ميزانية الوزارة ضمن سياسة التقشف، والحواجز القانونية التي تدفع ثمنها قاعات السينما الجزائرية المغلقة منذ عدة سنوات، رغم ترميم العديد منها بميزانيات كبيرة، فضلا عن عدم استغلال قاعات السينما في قسنطينة منذ انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، حيث لم تعرف هذه التظاهرة عرض أفلام منذ انطلاقها بسبب عدم جاهزية قاعتي مالك حداد والخليفة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات