+ -

ضيقت حالة الطوارئ التي تشهدها فرنسا عقب الهجمات الأخيرة التي طالت باريس الخناق على أعضاء الجالية المسلمة ووضعت الأوساط الإسلامية بباريس وضواحيها تحت الحصار، حيث تم إحصاء منذ مرور أسبوعين على الاعتداءات الإرهابية 1800 مداهمة أسفرت عن وضع 200 شخص رهن الحبس تحت النظر و305 آخرين تحت الإقامة الجبرية، حسب ما كشفت عنه الإحصاءات الأخيرة للداخلية الفرنسية.

تضاعفت عمليات المداهمات إذ أصبحت المنازل تقتحم ليلا في حدود الثالثة والرابعة صباحا، مفزعة أصحابها وموقظة أطفالها لأتفه الأسباب أو على أساس الوشايات الكاذبة التي تزايدت وسط أعضاء الجالية بين بعضهم البعض، كما تتم مفاجأة زبائن مطاعم الحلال عندما تمتلئ بين السابعة والنصف والثامنة مساء، حيث يقتحم 50 من أعوان قوات الردع هذه المطاعم، طالبين من الزبائن عدم التحرك مع وضع أياديهم فوق الطاولات وإخراج هواتفهم النقالة مثلما حدث داخل مطعم عبد الحكيم بإحدى الضواحي الباريسية، حيث عبّر هذا الأخير عن استيائه من هذه الوضعية متفهما تماما حالة الطوارئ التي يرى أنها تدخل في إطار توفير الأمن، لكن هناك بعض التجاوزات لا يقبلها العقل، فمثلا عندما يتم وضع تحت تصرف هذه القوات مفاتيح بعض القاعات كقاعة المخزن في الطابق السفلي، فإنه يتم رفض استعمال المفاتيح، مفضلين تخريب الأبواب وكسر الأقفال دون لمس أي شيء داخل هذه القاعة مثلا كصناديق الكارتون الخاصة بالسلع وهذا ما أدهش الجميع. لكن، حسب صاحب المطعم، فإن المداهمة تركزت حول القاعة الصغيرة المخصصة لأداء الصلاة لموظفي المطعم والتي سميت بالقاعة غير الشرعية للصلاة.تخريب مسجد والاستيلاء على أمواله قبل غلقهمن جهته، أوضح إمام مسجد جينفيلييه، الشيخ مصطفى مصمودي، لـ”الخبر”، أن المسجد تعرض إلى عملية تخريب واسعة قبل غلقه إلى غاية انتهاء حالة الطوارئ، بداية بتحطيم مكتبه وأخذ أغراضه الشخصية بما فيها مبلغ مالي ملك له قدرت قيمته بـ3400 أورو تم العثور عليه داخل درج المكتب بحوزة وثائقه الشخصية ووثائق عائلته كجوازات السفر نظرا لاستحالة تركها داخل المنزل نظرا لبعض الظروف القاهرة داخل العائلة، الأمر الذي دفع قوات الأمن إلى توجيه الاتهام له، في انتظار تقديمه أمام المحكمة بصفته إمام المسجد الذي، حسب رجال الشرطة، يعرف تردد بعض المتشددين عليه، الأمر الذي نفاه تماما الشيخ مصطفى مصمودي الذي رأى أن المداهمة في حد ذاتها جاءت بناء على أسباب واهية، لاسيما أن نشأة المسجد تعود إلى 31 سنة ولم يعرف بيت الله أي مشاكل عكس ذلك، خاصة أنه منذ 18 سنة منذ توليه إمامة المسجد لم يسجل أي شبهة بين المصلين الذين يصل عددهم إلى ألف مصلي، قائلا إن القوات الأمنية تعكس قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته وإنما في هذه الآونة بالذات هو متهم حتى تثبت براءته، هذا وقد تم أيضا تخريب المدرسة وانتهاك حرمة المسجد وقلبه رأسا على عقب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات