قال سلال: “الجزائر مع بوتفليقة لن تفقد توازنها...” ! هذا تعبير جميل لكنه ليس واقعيا، فالجزائر لن تفقد توازنها وتسقط لأنها ببساطة ليست واقفة... فهي قاعدة !كان على الوزير الأول أن يقول للجزائريين “متى تقف الجزائر القاعدة؟!شيء واحد أصبح واضحا في جزائر التوازن في حالة الجلوس، هو أن أحزاب التحالف استبدلت بمنظمة بقايا العمال و”الباترونا” وبحكومة شذاذ الآفاق. كنا ننتظر أن تجتمع أحزاب التحالف وتتفق على خطة لوقف تدهور الأداء العام للحكومة، وأن تنفتح الحكومة على المعارضة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... لكن الذي حدث هو العكس، فقد اجتمع من لا يمثل الحكم بمن لا يمثل العمال، وتحت عباءة من لا يمثل المال والأعمال... وقرروا مكان كل الناس وكل الجزائريين... أن الجزائر بخير وهي محافظة على توازنها وهي قاعدة اقتصاديا وليس لها نية لأن تقف على رجليها.عندما يقول سيدي السعيد إن اتفاق “الباترونا” والحكومة والعمال في بسكرة اتفاق سياسي.. لابد أن نتساءل: ماذا بقي لأويحيى وسعداني، وحتى بوتفليقة، من مجال سياسي، ما دام الأمر السياسي أصبح بأيدي “الباترونا” والعمال وشبه الحكومة؟!الشيء الوحيد الجديد في حكومة سلال أنها توقفت عن سياسة توزيع المال العام بطريقة ملوك القرون الوسطى “يا غلام.. أعط مادحنا ألف دينار ذهبا”! فلم نعد نسمع الوزراء إلا وهم يتحدثون عن التقشف وعن شد الحزام !لكن التسيّب في تسيير المال العام، وسطوة رجال المال ما تزال هي المظهر الأكثر بروزا في الحياة العملية لنشاط أجهزة ودواليب الدولة.من أطرف ما سمعت في هذا الصدد، أن الوزير الأول قال مفتخرا إنه أنقذ صندوق الضمان الاجتماعي من الإفلاس! ويا ليته قال لنا كيف أنقذ هذا الصندوق من الإفلاس؟! هل بتحسين تسييره، أم بضخ أموال الشعب بطريقة غير اقتصادية في هذا الصندوق، إرضاء لسيدي السعيد!منذ أيام نشرت الصحف الوطنية خبرا يدل على بؤس تسيير الصناديق الاجتماعية في هذا البلد... فقد قالت تعاضدية عمال التربية إنها قررت دفع 50 بالمائة من تكلفة الحج للحجاج الذين ذهبوا للحج هذا العام وهم من عمال التربية !الناس يموتون بالأمراض وسوء التغذية، من أسر عمال التربية، ولا يجدون من يموّل علاجهم أو طعامهم أو سكنهم، وهؤلاء القائمون على صناديق العمال يموّلون الحج، الذي هو بالأساس على من استطاع إليه سبيلا ! قد تقول الحكومة إن هذا ليس من منظورات الحكومة ! لكن الفساد فساد، حتى ولو كان في صناديق العمال.البؤس عام والفساد أصبح في البلاد هو القوة القاهرة؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات