الإيمان بالكتب السّماوية ركن من أركان الإيمان، فكيف يكون ذلك؟ من المعلوم أن أركان الإيمان ستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه.والإيمان بالكتب يكون باعتقاد أنّها منزّلة من عند الله، كالتوراة الّتي أنزلت على موسى عليه السّلام، والإنجيل الّذي أُنزل على عيسى عليه السّلام، والزّبور الّذي أُنزل على داود عليه السّلام، وعلينا أن نؤمن وأن نعتقد وأن نعمل بما جاء في القرآن الكريم آخر الكتب السّماوية، قال سبحانه وتعالى: {وَأنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكُتُبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} المائدة:48، فلا يجوز العمل بحكم ورد في أحد الكتب السّابقة ونسخ في شريعتنا، قال سبحانه وتعالى: {َلِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمِ شٍرْعَةً وَمِنْهَاجًا} المائدة:48.والقاعدة تقول: ”شرع مَن قبلنا شرعٌ لنا إذا لم يرد في شرعنا خلافه”.وقد ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وجد يومًا في يدي عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أوراقًا من التوراة، فاحمرَّ وجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غضبًا، وأخبر بأنّه لو كان موسى حيًّا لما وسعه إلاّ اتّباعه صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ شريعته الخالدة ناسخة لجميع الشّرائع مع اشتمالها على بعض الأحكام الّتي وجدت في الشّرائع السّابقة.رجل يسأل: هل يجوز الدّعاء للميت أمام قبره؟ تجوز زيارة المقبرة لأجل تذكّر الموت ولأجل العظة والاعتبار، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”كنتُ قد نهيتُكم عن زيارة القبور، ألاَ فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة” رواه الحاكم وأحمد.وأمّا أن تُزار القبور لأجل التبرّك بالصّالحين أو بدعائهم وطلب الرّزق منهم، فإنّ هذا شرك بالله ما أنزل الله به من سلطان، وقد قال سبحانه وتعالى: {إنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} النّساء:116.أمّا الدّعاء للميت أمام قبره فجائز لما ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا فرغ من الدّفن وقف على القبر وقال: ”استغفروا لأخيكم، وسَلوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل” أخرجه أبو داود.شخص أعار مبلغًا من المال لأحد أصدقائه ولم يسدّد الدّين إلى اليوم، وقد وجبت الزكاة في مال هذا الشخص، فهل يجوز أن يعفو عن الدّين الّذي على صديقه ويحتسبه زكاة لماله؟ المال الّذي أخرجه بنية إعارته لصديقه لم ينوه زكاة لماله وقد وجبت عليه الزكاة بعد زمن الدّين، لهذا عليه إخراج الزكاة ولا يجوز اعتبار الدّين دون تقويم وإخراج، وإن أراد هذا الشخص دفع الدين عن صديقه باعتباره مصرفًا من مصارف الزكاة بدليل قوله تعالى {والغارمين} فله ذلك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات