يرى عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي ووزير الاتصال والثقافة الأسبق، أن نجاح مساعي الجزائر لإحلال السلام في الجارة ليبيا، يبدأ من الضغط على المغرب للتوقف عن التشويش الذي لا يخدم الاستقرار في المنطقة. ويضيف رحابي في لقاء مع ”الخبر” أن هناك حظوظا كبيرة لنجاح الجزائر في مسعاها، خاصة إذا علمنا أن فرقاء الأزمة الليبية يؤمنون بأن الجزائر هي التي تمسك بمفاتيح الحل.لماذا يتدخل المغرب في الشأن الليبي؟ المغرب معزول بحكم موقعه الجغرافي، وليس له حدود إلا مع الجزائر والصحراء الغربية. من الناحية الجيوسياسية، لا يستطيع المغرب لعب أي دور إقليمي، ويحاول التعويض بالقيام بدور المناولة لصالح الدول العظمى.من تقصد؟ الولايات المتحدة وفرنسا.. والهدف هو التشويش على الجزائر، التي بدأت ترجع إلى دورها المحوري في إفريقيا. يجب ألا ننسى أن للجزائر حدودا مشتركة مع سبع دول، ومساحة الجزائر تؤهلها لأن تضطلع بالدور الإقليمي الذي يفتقده المغرب، الذي يعتبر أن الجزائر هي مصدر كل مشاكله ومتاعبه. من جانب آخر، المغرب ليس جارا لليبيا ولا يتأثر بتداعيات الوضع فيها، مثل الجزائر ومصر وتونس.. وهذه التداعيات هي التي تجعل منك مرتبطا بما يجري عند جيرانك، بل تدفعك إلى العمل من أجل تفاديها ومنع ظهورها.ما المطلوب لكي تنجح رعاية الجزائر للحوار الليبي؟ على الجزائر أن تضغط على أصدقاء المغرب، الذين يقفون وراء ما يفعل فوق الأراضي الليبية، وأقصد هنا الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والإمارات والسعودية، وهذا كي لا يشوّش على المبادرة الجزائرية. كما علينا أن نفهم بأن الجزائر هي التي تدفع حاليا ثمن ما يجري في ليبيا وليس المغرب. المغرب يعلم بأن الجزائر حاجز منيع يحميها من التداعيات الأمنية في ليبيا، وكان الأجدر به أن يشكرها لا أن يعرقل مساعيها.كيف لا تفشل جهود الجزائر؟ جهود الجزائر لن تنجح إلا بتدخل حلفاء فرقاء الأزمة الليبية بالضغط عليهم، عربا وأجانب.من تقصد بالتحديد؟الإمارات وفرنسا وقطر والسعودية والولايات المتحدة.. إنه اختبار صريح للنوايا الحسنة لدى هذه الدول للوصول إلى حل سلمي.في مثل هذه الحالات، كيف تجري المفاوضات؟ تبدأ العملية التفاوضية باجتماعات أولية للخروج باتفاق حول جدول الأعمال.. وأعتقد بأن أصعب عمل هو القدرة على جمع كل فرقاء الأزمة.. أتذكر عندما كنا في مفاوضات حل الأزمة اللبنانية في ثمانينات القرن الماضي، أننا كنا نستعين بالضغوط السعودية والقطرية والفرنسية على الأطراف اللبنانية.هل أنت متفائل بانخراط الليبيين في هذا المسار؟ لن أقول شيئا جديدا إن قلت إن الليبيين يعرفون جيدا أن الجزائر، بحكم الجوار، تمسك بمفاتيح الحل، الذي يجب أن يكون إقليميا وبرعاية الجيران، الذين محكوم على الشعب الليبي العيش معهم وإلى جانبهم في كل الظروف. أنا متفائل بخصوص النتائج.. وإذا كان الليبيون يريدون حقا السلام والاستقرار، فإن حظوظ نجاح الحوار ستكون كبيرة.ألا يشكل ملف عائلة القذافي عائقا أمام مساعي الجزائر؟ هذه المسألة لم تخدمنا من قبل.. ولكن بعد مغادرة أفرادها الأراضي الجزائرية قبل سنتين، قدتساعد على تغيير المعطيات. وهل هناك سقف زمني لهذا الحوار؟ في هذه الحالات، المهم هو البدء في العمل من أجل إنجاح الحل الإقليمي، حتى وإن يتم العمل بضمانات دولية، على اعتبار أن الجيران هم الذين يدفعون الثمن من استمرار الأزمة وتداعياتها. إن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود وعالمية، وكل الدول مسؤولة عن محاربتها، وهذا الالتزام يجب أن يكون ملموسا، وليبيا اختيار حقيقي لذلك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات