تـورط محافظ للشرطة ومفتـش متقاعـد في حصـول إرهابـي على جـواز سفر

أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف بفتح تحقيق قضائي في قضية مثيرة تتعلق بالأمن العمومي، حيث تمكن أحد العناصر الإرهابية المبحوث عنه من طرف مختلف المصالح الأمنية، من الحصول على جواز سفر بطريقة مشبوهة قبل أن يتوارى عن الأنظار.كشفت التحقيقات الأمنية عن تورط إطارات في الشرطة في القضية التي كانت “الخبر” سباقة في التطرق إليها منذ قرابة سنتين، والتي خلقت ردود فعل قوية حول اختراق مثل هذه العناصر للمنظومة الأمنية.وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن التحقيقات الداخلية التي قامت بها المديرية العامة للأمن الوطني كشفت عن إهمال واضح في أداء العمل، زيادة على تورط محافظ للشرطة ومفتش متقاعد، فيما لايزال البحث جاريا عن صاحب جواز السفر الذي يوجد في حالة فرار رفقة شقيقه.وتم سماع العشرات من الشهود والأطراف في القضية بكل من مصلحة الحالة المدنية ببلدية سطيف ومصالح الدائرة، وكذا الكثير من الإطارات والأعوان بمديرية أمن سطيف، هذه الأخيرة التي عاشت حالة استنفار قصوى شهر أفريل 2013، بسبب تمكن أحد العناصر الإرهابية من استخراج وثيقة مهمة تفيد بضياع جواز سفره.وأكدت المصادر ذاتها أن مديرية الأمن فتحت تحقيقا معمقا في القضية، خاصة أن الإرهابي تمكن من استخراج جواز سفره، وبالتالي إمكانية مغادرته تراب الوطن دون أي مشاكل. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية، تقدم المدعو “ل. خ” الذي هو محل بحث من طرف مصالح الأمن بعد تورطه في تكوين جماعة أشرار والقيام بأعمال إرهابية، إلى مصالح الأمن الحضري الخامس لطلب وثيقة ضياع جواز سفره، حيث تمكن من استلامها بصفة عادية، وأودع ملفه على مستوى مصالح الدائرة بشكل رسمي، غير أن مصالح جوازات السفر بمديرية الأمن لم تتمكن من إجراء تحرياتها الأمنية بشكل دقيق، ما يرجح وجود تلاعب في وثيقة الحالة الاجتماعية التي تملك مصالح الأمن واحدة منها لكل مواطن جزائري، وهي تبين كل صغيرة وكبيرة عن طالبي جواز السفر أو المترشحين لمناصب عليا، حيث تم التأشير على التحقيق الإداري بالقبول، ومباشرة بعد ذلك تحركت مصالح الاستعلامات العامة للقبض على الإرهابي الذي لايزال البحث عنه متواصلا إلى غاية الآن.ورغم سرية التحقيق، إلا أن مصادر جد مطلعة أكدت وجود الكثير من الإطارات الأمنية التي قد يأتي ذكرها في التحقيق.