+ -

تسعى باريس إلى تحديد هوية الانتحاري الثالث الذي فجر نفسه قرب الملعب الدولي ستاد دوفرانس بسان سانت دوني، حيث تم نشر صورته على مختلف وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية، في الوقت الذي تواصل العاصمة الأوروبية بروكسل بحثها عن تحديد مكان المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس وسان سانت دوني الأخيرة، صلاح عبد السلام الموجود في حالة فرار، والذي تم التأكد من عبوره الحدود الفرنسية البلجيكية، هذه الأخيرة التي لاتزال في حالة تأهب قصوى بالتمسك برفع درجة الطوارئ غير المسبوقة في أعلى سقف لها في الدرجة الرابعة. تحولت العاصمة الأوروبية بروكسل في يومها الثالث بعد الإعلان عن حالة التأهب القصوى إلى مدينة أشباح، إثر غلق محلاتها التجارية ومراكزها الكبرى ومدارسها وأسواقها وقطع مواصلات النقل ومنع حركة المرور، مع شل حركة الأماكن العمومية والمقاهي، في ظل توسيع عملياتها للبحث عن المتطرفين دينيا خوفا من وقوع أي هجمات، خاصة أنها أدركت أنه مباشرة عقب هجمات باريس أصبح خطر وشيك يداهمها في أي لحظة، لاسيما أن معظم المنفذين في الاعتداءات التي ضربت باريس كانت لهم صلة وطيدة بالشبكات المتشددة ببلجيكا والخلايا النائمة بالبلاد، حيث توجه هؤلاء إلى باريس انطلاقا من بروكسل في تاريخ 12 نوفمبر الماضي.أما على الصعيد الدبلوماسي، فمن المرتقب أن يجري الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند محادثات نظيره الأمريكي بواشنطن، كما سيستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غدا الأربعاء بباريس، الذي يأتي تزامنا مع استغراب بعض الساسة والمحللين السياسيين موقف ألمانيا تجاه فرنسا عقب الهجمات الإرهابية، حيث لمس هؤلاء بعض الفتور على مستوى الموقف الألماني، كاشفين أن أوروبا تخلت عن فرنسا في محنتها، مشيرين بذلك إلى القوة الأولى في الاتحاد الأوروبي ألمانيا، في انتظار ما ستسفر عنه محادثات غد بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وفرانسوا هولاند.ومن المرتقب أن يتم الدخول في مشاورات مع ميركل، تهدف إلى بناء تحالف واسع تسعى إليه فرنسا ضد ”داعش”، تليها محادثات أخرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعد غد الخميس، بعدما كان قد استقبل رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون الذي أعرب عن قناعته بضرورة إرسال الطيران البريطاني لضرب معاقل ”داعش” في سوريا، وقال بأن لندن مستعدة لمشاركة باريس في معلوماتها الاستخبارية للقضاء على الإرهاب، إلى جانب وضع القاعدة البريطانية الجوية في جزيرة قبرص تحت تصرف فرنسا لمكافحة ”داعش” الذي تبنى هجمات باريس وسان سانت دوني، قائلا إن المملكة المتحدة ستبذل كل ما في وسعها من أجل تقديم الدعم لصديقتها وحليفتها فرنسا، والوقوف إلى جانبها من أجل التصدي لـ”داعش”، لكن تبقى هذه مجرد تصريحات تنتظر المصادقة عليها من قبل مجلس العموم البريطاني، ويخشى أن يرفض البرلمان ذلك كما كان الحال خلال سنة 2013، عندما أبى تنفيذ ضربات ضد النظام السوري.وقد وقف كل من هولاند ودافيد كامرون مصحوبين بعمدة باريس في زيارة مفاجئة لمسرح باتاكلان، قبل التوجه إلى قصر الإليزيه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات