قالوا: إن بقايا الحكومة في الجزائر “تتشاجر” مع بقايا النواب في البرلمان حول موضوع الزيادات التي جاء بها قانون المالية في مجال الضرائب وغيرها.. مثل الزيادات في أسعار الكهرباء وأسعار البنزين وأسعار الماء وأسعار الخبز والحليب والزيت وغيرها من الزيادات، وهذا في إطار دعوة الحكومة إلى التقشف.لكن لا الحكومة ولا النواب ذهبوا إلى أبجديات التقشف في أسسه. وكان المفروض أن تبدأ الحكومة والنواب بتطبيق التقشف على أعضاء الحكومة والبرلمان أولا، ثم بعد ذلك نصل إلى خبز وحليب وضوء الشعب.هل من التقشف أن يسكن أعضاء الحكومة والبرلمانيون والإطارات السامية في الدولة والجيش في مساكن الدولة، ويأكلون على حساب الدولة في أفخم الفنادق ولا يمسهم التقشف، ويتجه التقشف في قانون المالية إلى المواطن البسيط رأساǃوزراء يسكنون في محمية نادي الصنوبر ومعهم النواب والمديرون الكبار.. وتمتد محمية الدولة من عين بنيان شرقا إلى زرالدة غربا، كلها مناطق محمية ومخصصة لرجال الدولة بالمجان، أكلا ونوما، من محمية نادي الصنوبر إلى “كيبوس” موريتي، إلى كامب دافيد الزرالدة، مرورا بدار العجزة في سيدي فرج والمخصصة للصحافة البائسة منذ أكثر من 12 سنة كاملةǃكل ما يعرفه الناس أن الوزراء يسكنون في نادي الصنوبر مجانا ويؤجّرون فيلاتهم بالجزائر إلى الأجانب في بعض الأحيان.. في مكاتبهم يأكلون نهارا وجبات تجلب لهم من أفخم الفنادق، وبالليل يأكلون من الفندق المجاور (شيراطون) على حساب الدولةǃ فالوزراء والنواب ورجال الدولة يتساوون في هذا مع دور العجزة، كون الدولة تتكفل بهم 100% أكلا ونوما، حتى رجال الإعلام ونساؤهم، (حوالي 700 شخص) تتكفل بهم الدولة نوما في موريتي ونزل المنار 12 سنة، ولايزالون هناك، وتدفع لهم وزارة الإعلام ما يعادل (70 مليارا) في السنة لقاء نوم الصحافيين في فنادق العجزة بسيدي فرج.. ويقتطع المبلغ من الميزانية المخصصة لتطوير الصحافة، والمقرر في ميزانية الدولة.. أي أن الدولة تصرف على نوم الصحافيين في فنادق سيدي فرج، هذا هو تطوير الصحافة في نظر وزارة الإعلامǃ منذ 10 سنوات كانت الحجة هي أن الصحافيين يتعرضون إلى القتل من طرف الإرهاب، لكن الآن الأمن استتب، أو هكذا تقول الحكومة، فلماذا يبقى هؤلاء يأخذون حق نومهم 70 مليارا في السنة؟ بعض هؤلاء ضرب في الأرض بحثا عن الرزق والحرية، ومنهم من يعيش في مونريال وآخرون يعيشون في لندن وباريس والخليج وكل العواصم، ومع ذلك تدفع لهم الحكومة ثمن الغرف في فنادق سيدي فرجǃ إنه التصور المعتوه للتقشفǃ بلدنا هو البلد الوحيد في العالم الذي تدفع فيه الحكومة للوزير أجرة السكن على حساب الدولة، وتدفع له أجرة لـ10 خدم، في حين يدفع سائقه وحاجبه أجرة شقته كاملة.. أي التكفل بالوزير 100% كمعوز، ولا تتكفل الدولة بالبطالين وذوي الدخل المحدود الذين يشتغلون عند الوزير في بيته؟ǃمنذ أيام شاهد المشاهدون أن رئاسة الجمهورية شيدت، في إطار التقشف أيضا، قاعة لاجتماعات مجلس الوزراء في إقامة الرئيس بزرالدة، تشبه قاعة اجتماع مجلس الوزراء في رئاسة الجمهورية، لأن الرئيس لا يستطيع التنقل من بيته إلى الرئاسة، وشيدت هذه القاعة بنفس مواصفات قاعة الرئاسة للتمويه على أن الرئيس يتنقل إلى الرئاسةǃ أي تقشف هذا الذي يحدث بهذه الصورة وأمام أعين الرجل الأول في البلاد وبمباركته؟ǃ بل أي دولة وأي حكومة وأي برلمان وأي شعب لا يشجب مثل هذه التصرفات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات