+ -

يسجل مختار بلمختار، الملقب بـ”خالد أبو العباس”، في مساره الإرهابي، ثاني أخطر عملية احتجاز رهائن في ظرف ثلاث سنوات تقريبا. فقبل الاعتداء على فندق راديسون بباماكو (30 قتيل)، كان الهجوم على منشأة الغاز بتيڤنتورين (بداية 2013 خلف 29 ضحية). ويثير تزامن حادثتي باريس مع باماكو هواجس دول أوروبا والجزائر من احتمال قيام حلف بين عناصر “داعش” في ليبيا وتنظيم “المرابطون”. ما يعزز هذه الفرضية، كثرة تنقلات بلمختار بين ليبيا ومالي. ففي ليبيا توفرت له ترسانة السلاح المفتوحة على الهواء، التي خلفها سقوط نظام القذافي في سبتمبر 2011. أما في مالي فيوجد أصهاره المنتشرون في قبائل تضمن له الحماية، تماما كما كانت قبائل البشتون في باكستان وأفغانستان توفر الحماية لأسامة بن لادن. هذان المعطيان تعرفهما أجهزة الأمن الجزائرية جيدا وتعي أن خطورتهما ستتعاظم في المستقبل بسبب ظهور معطى جديد، هو قيام فرع لـ”تنظيم الدولة” الإرهابي في ليبيا.الوضع في جماهيرية القذافي سابقا هو الخطر الداهم الذي يهدد أمن الساحل والمغرب العربي، وخصوصا الجزائر، ودول أوروبا جنوبي المتوسط. ومنطقيا، لا يوجد ما يمنع تحالف بلمختار مع هذه الجماعة، طالما أن العدو واحد وهو أنظمة المنطقة، و”الغرب الكافر”، حسب هذا التنظيم.تمكن بلمختار، بفضل السنوات الطويلة التي قضاها في الصحراء أميرا على المنطقة التاسعة في “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” سابقا، من نسج صلات وثيقة مع القبائل الترڤية المعارضة للنظام في مالي، ومع تجار السلاح والمواد الممنوعة. “عمله الانفرادي” تسبب في عزله من قيادة الصحراء، وتم استخلافه في 2007 بيحي جوادي، مسؤول التسليح في القاعدة المغاربية. غير أنه لم يصمد طويلا في الصحراء، بسبب تجذر بلمختار في رمالها، وهو أصلا ابن الصحراء غادرها ظرفيا في 1989، إلى الجهاد الأفغاني وعمره 17 سنة. وعاد في 1993 إلى منطقته في سياق تشكل أول الجماعات الإرهابية، وكان، حسب رفاق له تحدثت إليهم “الخبر”، دائم التنقل بين الصحراء وشمال الجزائر. وبعد تأسيس الجماعة السلفية في 1998، أصبح المسؤول عن نقل السلاح من الحدود الجنوبية إلى معاقل الإرهاب في وسط وشرق البلاد.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات