ضرب النساء وحرق السيارات وأولياء يأمرون بناتهم بنزع الحجاب

+ -

أفاد رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا، عبد الله زكري، لـ”الخبر”، بأن الوضعية الحالية، منذ هجمات الجمعة، جد مقلقة ومخيفة بالنسبة لمسلمي فرنسا، حيث أصبح أعضاء الجالية مستهدفين من قبل جماعات من المتطرفين الفرنسيين أصيبت بهيستيريا، وباتت لا تميز في سلسلة اعتداءاتها بين الرجال والنساء خاصة المتحجبات.ووصل بعض الأولياء إلى أمر بناتهم بنزع الحجاب خوفا من تعرضهن إلى اعتداءات مرتبطة بالتهديدات بالقتل، كما هو حال متحجبة بالناحية الباريسية بمقاطعة سان إي مارن، حيث تعرضت هذه الأخيرة التي كانت برفقة رضيعها إلى ضرب مبرح من قبل شاب فرنسي يتراوح عمره مابين 25 و30 سنة، مهددا إياها بالقتل في المرة القادمة، وهو الوضع الذي أصبح يعيشه جل أبناء الجالية المسلمة الضحايا الأوائل لهذه الهجمات الإرهابية.وأضاف عبد الله زكري: “أفعال الإسلاموفوبيا لم تتوقف عند هذه الاعتداءات، بل تجاوزتها إلى حد حرق العشرات من السيارات، ليلة الأربعاء إلى الخميس، بعد التأكد بأنها ملك للفرنسيين المسلمين القاطنين بسان إي مارن، وهو ما يزيد من تأزم الوضع وخطورته، فبالرغم من تنديدات الهيئات الممثلة للجالية المسلمة وحتى أعضاء الجالية أنفسهم والنداءات التي دعت إلى اجتناب الخلط بين مسلمي فرنسا الذين يحترمون قيم ومبادئ الجمهورية بحذافيرها، كونهم جزءا من المجتمع الفرنسي، إلا أن هذا لم يقلل من أفعال الإسلاموفوبيا التي تضاعفت بشكل رهيب، حتى على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد حملة من التهديدات والسب والشتم لمسلمي فرنسا، إلى جانب المتحجبة التي تم الاعتداء عليها بمرسيليا الأربعاء الماضي عند خروجها من محطة الميترو وطعنها باستعمال آلة حادة “كوتير” نقلت على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات، ناهيك عن سلسلة الاعتداءات على المساجد”.وأكد طلاب جامعيون لـ”الخبر”، أمس، أمام مدخل مسجد باريس الكبير، أن الوضع مقلق فعلا وأن أفعال الإسلاموفوبيا طالتهم شخصيا، فيما رد إمام مسجد بونتين، الشيخ عبد الحكيم عصر، على سؤال “الخبر” حول مسألة تخوف الأولياء ودعوة بناتهم لنزع الحجاب، باستغراب من تصرفهم قائلا: “الحجاب فريضة على المسلمات وعلى المسلمة التي ترتديه ألا تطيع أي مخلوق في معصية الخالق، ونزعه أكبر من أي أذى لأنها ذاقت حلاوة الإيمان وهي تعد آثمة أكثر من المتبرجة، فالبنت لا تطيع ولي أمرها في هذا فهو حرام شرعا، ذنبه عند الله عز وجل عسير، فلا يجوز شرعا ودينا، والمسلمون متمسكون بدينهم، لا يفعلون ذلك، فإذا قدر الله شيئا فهو يصيب المرء بحجاب أو من دون حجاب”.تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمنية باشرت حملاتها التفتيشية للمساجد التي يشتبه فيها أئمة متشددون، مثل مسجد بالضاحية الباريسية بأوبير فيل، ومسجد بمدينة بريست الفرنسية، للاشتباه في إمامه، ليصل بذلك عدد المداهمات إلى 600 مداهمة منذ الجمعة الفارط، تم وضع من خلالها 154 شخص تحت الإقامة الجبرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات