38serv

+ -

كيف سيتعامل مجلس الأئمة اليوم مع قرارات طرد الأئمة المتشددين وغلق المساجد الصادرة من قبل الحكومة؟ أولا، نحن لا نؤيد هذه القرارات، لأنه بالنسبة إلى المساجد فهي تعتبر بمثابة هيئات دينية ولا تدخل في إطار التشدد أو ما يشبه ذلك، كما أننا لا نوافق أيضا على قرارات طرد الأئمة، لأنه بكل صراحة هم يعيشون بفرنسا، وإنما مع معاقبتهم وتقديمهم أمام العدالة، هذه من الملاحظة الأولى، والملاحظة الثانية أن الكثير من الأئمة لا يأتون بخطاب تطرف ومنهم من طرد لكن تبين بأن كل التقارير ليست صحيحة عن الأئمة، ولذلك يبقى أن الإمام الذي حاد عن خطابه فيطرد من البلدية. كل صاحب وظيفة إذا أخطأ فإنه يحاسب حسب القانون ويعاقب حسب القانون، ولكن لا يكون طردا خارج فرنسا، والقانون يتولى المسألة، وإذا تبين أنه لم يخطئ فيرجع إلى وظيفته، فنحن ضد غلق المساجد، أولا لأن الإمام إذا أخطأ يتولى أمره القانون ونضع إماما غيره، والذي يقلقنا أكثر هو أنه كلما تقع مسائل في فرنسا متطرفة يكثر الحديث عن الأئمة وغلق المساجد، وهذا خطأ، لأن من يقومون بهذه الأعمال لا يتربون في المساجد، وهذا غير صحيح، والشباب الذي عرف طريق المساجد والمعابد اليهودية والكنائس المسيحية ليس هو الشباب الذي يفجر، والشباب الذي يفجر هو الشباب الذي لا يعرف طريق المسجد ولا المعبد، وهو الشباب الذي أطرته مؤسسات المجتمع ولم تؤطره مساجدنا، ولهذا هناك اليوم خلط كبير وكل الناس تتكلم عن الأئمة وتكوين الأئمة ومراقبة المساجد، وكأن هذا سيحل الأمر، والإرهاب دخيل ناشئ عن شباب لم يدخل المساجد. إذن كيف سيتجاوب مجلس الأئمة بفرنسا مع الحكومة؟نحن نتجاوب مع الحكومة ومن دون أي قيود، ولكن لا نريد أن تتخذ الحكومة قرارا خاطئا، وقد سبق أن نبهنا إلى ذلك منذ 15 سنة، وحرصنا على أن تكون هناك طريقة لتنظيم الإسلام في فرنسا وإلا قد تأتي بطامات كبرى لن تحل المشكلة. إذن ماذا يتوجب على مجلس الأئمة فعله اليوم؟ لقد بدأنا بالخطوة الأولى التي قمنا من خلالها بنشر بيانات من أجل تحديد موقف مجلس الأئمة بفرنسا الدائم، إلى جانب بيان آخر سوف نقوم بنشره خلال الأيام القادمة، من أجل إيجاد حل للأزمة، وإذا لم يتم التوصل إلى حلول، فإن الحوار لا يزال مفتوحا لإيجاد حلول.هل تشاطرون الرأي بعض الأئمة الذين يقفون على مواقع الهجمات في باريس وسان سانت دوني؟ لست مع هذا الرأي وكأنهم يكفرون عن الذنب بزياراتهم هذه، وهو الأمر الذي سيوجه لهم التهمة ولا ينفيها، وأنا أعتبرها شخصيا تصرفات عشوائية، ومسلمو فرنسا بريئون من كل اتهام، ولسنا ملزمين بوضع أكاليل من الزهور لإثبات ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات