شخص يسأل عن حكم التبرع بالفوائد الربوية لبناء مسجد؟ الربا كبيرة من الكبائر، قال تعالى “وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا” البقرة:275، وقال سبحانه وتعالى “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ” البقرة 275، وقد لعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، والفوائد الربوية هي عبارة عن مال حرام خبيث، وأكل الحرام سبب في البُعد عن الله وعن رحمته وعن جنّته، كما أنّ الله طيّب لا يقبل إلاّ طيّبًا، فلا يجوز المساهمة بالمال الحرام في بناء المساجد الّتي ما بنيت إلاّ ليذكر الله فيها وليعبد ويطاع فيها، والله أعلم.ما حكم مَن نذرَ أن يصوم ستين يومًا متتالية، وهو غير قادر على الوفاء بنذره؟ إنّ النذر غير مرغّب في الشّريعة الإسلامية، لهذا ننصح بعدم التّسرّع إليه خاصة إذا كان متعلّقًا بأمر لا يطيقه الإنسان كما هو حال السّائل.فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنّ النّذر لا يقدّم من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدّره له، ولكن النّذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه” رواه مسلم، لكن إن نذر المسلم فإنّه يجب عليه الوفاء.وإن كنت لا تستطيع صوم تلك الأيام لمرض يمنعك حتّى من صيام شهر رمضان فقد سقط عنك النذر، أمّا إن كنت ممّن يصوم رمضان فإنّه يجب عليك الوفاء بما نذرت به.ما حكم مَن يجد مشقّة في الصّلاة قائمًا؟ يقول الله تعالى: “يُرِيدُ اللهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ” البقرة:185، ويقول أيضًا: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” الحج:78، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الدّين يُسر، ولن يشاد الدِّين أحدٌ إلاّ غلبه فسدّدوا وقاربوا وأبشروا” أخرجه البخاري ومسلم.وقال صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما لمّا بعثهما على اليمن: “يسِّرَا ولا تعسِّرَا وبشِّرَا ولا تنفِّرَا وتطاوعا ولا تختلفَا” رواه البخاري ومسلم، وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا خيّر بين أمرين، اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه النصوص وغيرها تقول “المشقة تجلب التيسير وإذا ضاق الأمر اتّسع، ولا ضرر ولا ضرار”. فهذه جملة من الأدلة على أنّ الدّين الإسلامي مبني على التيسير في أحكامه، وعلى مراعاة أحوال العباد، فالمريض الّذي يشق عليه القيام في الصّلاة ويسبّب له الزيادة في المرض وجب عليه الجلوس ولو على الكرسي، وصلاته صحيحة مقبولة بإذن الله، ويأثم إن تسبَّب في أذية نفسه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات