العالم يكيل بمكيالين في التعاطي مع ضحايا الارهاب

+ -

أجمع ناشطون ومشاركون بمواقع التواصل الاجتماعي على أن أحداث باريس التي خلفت 130 قتيل و300 جريح، عرّت العالم وأسقطت عنه ما تبقى من “قناع الازدواجية”، ولاموا المجتمع الدولي على كيفية تعاطيه وتعاطفه مع ضحايا فرنسا، بينما يغط في سبات عميق حين تسقط الأرواح في عدة مناطق بالعالم آخرها التفجير الانتحاري بلبنان، الذي خلف 43 قتيلا و240 جريح، وكذلك المجازر التي ترتكب في فلسطين وأفغانستان وليبيا واليمن وسوريا.. وهو ما اعتبروه تمييزا عنصريا بغيضا بين دماء بني البشر. لم تهضم شريحة واسعة من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي والجماهير في الشارع العربي طريقة تعاطف قادة العالم والمنظمات والأحزاب مع فرنسا، ووصفوها بازدواجية المواقف والكيل بمكيالين، في الوقت الذي تلقت دول أخرى ضربات موجعة من نفس التنظيم الإرهابي، بل في الوقت الذي تنزف دول أخرى بآلاف القتلى على مرأى من القادة أنفسهم والمنظمات الدولية ذاتها لكنهم لا يحركون ساكنا.وصف أحد الشباب الجزائري العالم بصاحب “الضمير النائم” في “فايسبوك”، وقال إنه يستيقظ إلا عندما يكون الغرب ضحية ويرجع إلى سباته حين تكون الدول الأخرى تئن تحت وطأة الإرهاب والحرب، ملخصا وجهة نظره متسائلا “لماذا لم يتحرك قادة الدول والمنظمات إزاء التفجيرات الانتحارية التي تطبع أيام نيجيريا وإثيوبيا والصومال وإفريقيا الوسطى؟؟ لماذا يكيل العالم بمكيالين؟ هل دم الأوروبيين أغلى من دم الآخرين؟”، مختتما بالقول “هذه وصمة عار في الحضارة البشرية”.بيروت تستحق تضامناومن فئة المثقفين والأدباء والممثلين وغيرهم من الفنانين، علا صوت الروائي العالمي البرازيلي باولو كويلو، ونشر على صفحته بالموقع الأزرق مقالا لجريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يتحدث عن ضحايا تفجير بيروت عنوانه “بيروت أيضا مسرح لهجوم مميت لكنه منسي”، وهي العملية التي هزّت المدينة وخلّفت 43 قتيلا و240 جريح على الأقل.وكتب صاحب رائعة “الخيميائي” معلقا “يستحقون جميعا نفس التضامن مع باريس”، في إشارة منه لحملة التضامن الواسعة مع فرنسا بعد الهجوم الإرهابي على باريس ليلة الجمعة، حيث أضاءت العديد من العواصم العالمية أشهر معالمها بألوان العلم الفرنسي.وعلّق مواطن يدعى عباس كاتبا على صفحته الخاصة: “تتساقط القنابل على رؤوس المواطنين في ليبيا والعراق وفلسطين وسوريا وتحصد أرواحهم بالجملة مخلفة وديانا من الدماء، كما تقام المحارق السياسية في بورما بآسيا وأخرى بالدول الإفريقية، لكن العالم أصم على مرأى من العالم”.والغريب، حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن قادة الدول العربية هبوا لبعث رسائل العزاء المقتضبة، بل ذهبت عواصم عربية إلى إضاءة معالم لها بوسط كبريات مدنها بألوان العلم الفرنسي، ليتساءلوا: هل الدم العربي والإفريقي أرخص من الدم الغربي؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: