38serv

+ -

ما هو دور ممثلي الجالية المسلمة اليوم في فرنسا بعد هذه الهجمات الأخيرة؟ قبل كل شيء نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا ونتمنى الشفاء لكل الجرحى ونندد بهذه الهجمات بشدة، أما عن دورنا فهو داخلي ويجب إعادة النظر الجيو إستراتيجي في تسمية هذه الجماعات الإرهابية وكل ما هو متفق عليه دوليا وأصبح لهذه الجماعات أموال بترول وأموال نفط، فلذلك يجب أن يكون هناك ائتلاف دولي مع روسيا وبشار الأسد لحل هذه الأزمة، ولقد نددت بدورها كل المساجد التابعة لفدرالية مسجد باريس في بيانات متعددة مع إصدارها بيانا آخر من أجل النداء والدعوة إلى اتباع خطاب وسطي معتدل يتماشى مع قيم الجمهورية التي نعيش فيها، لأن الإرهاب ليس له دين ولا دولة ولا ملة، ولقد عقدت اجتماعات بيننا وبين الحكومة سابقا، لكن علينا أن نؤكد أن الخطر لا يأتي من المساجد وإنما من المصليات المهمشة، وربما الشباب لم يجدوا في خطاب الجمعة داخل هذه المصليات ما يمكنهم من التقرب من الديانة وأنا لا أشك في قدراتهم وإنما يبقى مشكل اللغة هو العائق الكبير وسط المجتمع الفرنسي ويجب إعادة النظر في تكوين الأئمة، ونرجو أن تكون للدول العربية الإسلامية مساهمة في هذه العملية بما فيها الجزائر التي يتجاوز أبناؤها في فرنسا 5 ملايين شخص. هل سيكون هناك تنسيق مع الحكومة حول كيفية التعامل مع المتطرفين والأئمة المتشددين؟ طبعا، التنسيق بدأ منذ مدة بعيدة منذ الاعتداء على مجلة “شارلي إيبدو” شهر جانفي الفارط. ورغم أننا لا نتوافق مع هذه المجلة الساخرة ورسوماتها المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أننا نندد بكل هذه الاعتداءات الهمجية، وستكون لنا دون شك لقاءات مع كل المحافظات وهذه الأخيرة شرعت في الاتصال بممثلي الجالية المسلمة منذ الجمعة، وأنا شخصيا تلقيت دعوة في هذا الشأن للاجتماع بالجالية المسلمة، والجالية تقف إلى جانب فرنسا في هذه المأساة الدموية وكل ما يجري من أحداث تراجيدية .وماذا عن مسألة طرد الأئمة المتشددين وغلق المساجد التي يتردد عليها هؤلاء؟ نحن نؤيد هذا القرار، ولا تردد ولا ريب فيه ونحن مع طرد المتشددين ولكن لسنا مع غلق المساجد، فهذه البيوت يتردد عليها كل الأشخاص وعلى الجمعية الإشارة إلى أنه إذا ما كان هناك إمام متشدد فيجب توقيف هذا الإمام وتقديمه أمام القضاء لكي تأخذ العدالة مجراها، ولكن فيما يخص المساجد فنحن في أزمة كبيرة فهي ناقصة في فرنسا وهذا هو المشكل، فإذا كانت الجمعيات مؤسسة ومنظمة ولكن بصفة عامة معروفة لدى السلطات ويوجد 95 في المائة منها لديها خطاب معتدل عكس المصليات التي ترتكز على خطاب لا يتماشى مع العلمانية وهو ما يغذي أفكار اليمين المتطرف لمارين لوبان، وإذا أغلقت المساجد فستصبح مشكلة، فنحن منذ سنوات نطالب ببناء المساجد ولذلك فأنا أميل أكثر إلى قرار الطرد، لكن إذا رأت السلطات عكس ذلك فأهل مكة أدرى بشعابها.أين هي مكانة المسلم من الهوية الفرنسية اليوم في فرنسا؟ هناك مشكل الهوية الفرنسية، مادام هناك ساسة مازالوا يتوجهون بخطابهم السياسي بجاهلية وينعتون الفرنسيين من الأصول المغاربية بأصولهم متجاهلين بأنهم فرنسيون، لا يوجد منا من ينكر أصوله وإذا كان الخطاب جيدا لا ينسبهم إلى هويتهم الأصلية فلن يكون هناك مشكل، فهي هوية جنسية من الصنف الثاني أو الثالث، وعلى أعضاء الجالية أن يحبوا فرنسا ولا يجب أن يكون هناك خجل أن يقول العربي من المغرب أو الجزائر أنا فرنسي وأنا أظن أن الدستور والعلمانية تحث على ذلك وهي تحمي كل الديانات، وإذا فهم المسلمون هذا في فرنسا واندمجوا في الاقتصاد مثلما يفعل الآخرون وكما نجح غيرنا يمكننا أن ننجح نحن أيضا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: