قال المخرج السينمائي بلقاسم حجاج، إن سبب نقص الأعمال السينمائية التاريخية ومعاناة المخرج فيها، راجع إلى علاقة الأرشيف ببعض الفترات الخاصة بالمجتمع الجزائري والحكام، والتي تتضمن بعض الحساسيات. واعتبر المخرج بلقاسم حجاج على هامش ملتقى قسنطينة والحركة التحريرية، أن الحديث عن دور السينما في الـتأريخ للثورة التحريرية، يأخذنا للحديث عن مشكل التعامل مع الصورة في الجزائر منذ 1962، التي لم تستغل، عكس الاستعمار الفرنسي الذي استعملها بكل الوسائل، وشاركت في الاحتلال وبطريقة جدية، في حين تم إهمالها من قبل الجزائريين، ولم يتم التحكم فيها بعد الاستقلال، مضيفا إلى أن قادة الثورة لم يأخذوها بعين الاعتبار، ولم يستخدموها أصلا، ولا يهتمون بها لحد الساعة، وهو ما ذهب إليه المخرج محمد حازورلي الذي قال إن الصورة تحمل قراءات كثيرة، والاستعمار استغلها بكل الوسائل وقد تطورت حاليا وأصبحت وسيلة للحرب وبالصورة المعاكسة. يرى حجاج، أن الذهاب للبحث في الأرشيف هي مهمة رجال التاريخ، بعدها يأتي دور السينمائي لترجمة هذه البحوث بالصورة، مؤكدا أن بعض الأعمال الإخراجية تحتاج إلى مادة، وتحتّم على المخرج العودة إلى الأرشيف، مما قد يجعل الوقوع في بعض الأخطاء وارد لغياب الوسائل العلمية في الدراسة.أكد المخرج محمد حازورلي، من جهته، استحالة النفور من السينما الثورية، بسبب الجدل الذي يقع بعد صدور أي فيلم تاريخي يتعلق بشخصية ما، موضحا أن المخرج مسؤول فنيا فقط عن أي عمل تاريخي إلا أن الانتقاد في الأخير يحوّل اتجاهه، مضيفا أنه يجب أن تكون وجهات نظر مختلفة في أي عمل سينمائي يتناول هذه الشخصيات، بكتابات سينمائية ينطلق من خلالها المخرج بفيلم يعتمد على فكر جديد وبعد خيالي أحيانا. وقال إن قضية تصوير فيلم الأمير عبد القادر فيها تضخيم، رغم أن المعلومات عن شخصية الأمير عبد القادر موجودة وبصورة كبيرة، مؤكدا أن فيلم الأمير عبد القادر لا يحتاج إلى مخرج أمريكي، كون المخرجين الجزائريين لديهم الكفاءة العالمية، قائلا: “المخرج الجزائري يعرف هويته وما هي القبيلة وما هو التصوف وما هو شعر الأمير عبد القادر، كما أنه متشبّع بالثقافة المحلية والشخصية الدينية”. موضحا أن الخروج بتلك الأحاسيس نحو المتفرج والمتلقي سيعطي روحا للفيلم، لأن المخرج الأمريكي يحمل الجانب التقني والرقمي فقط. وتحدّث حازورلي عن فيلم سينمائي ثوري جديد يحمل عنوان “الدخلاء” يضم العديد من الشخصيات وقد أخذ سنتين من العمل، وقال إنه حاليا لدى وزارة الثقافة التي تحضّر لعرضه بالعاصمة قريبا في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات