اضطر منتجو فيلم “صنع في فرنسا” لتأجيل طرحه بدور العرض لموعد لاحق، بعد أن ملأت ملصقاته الميترو والحافلات الكبيرة التي تطوف فرنسا ملصق عليها الكلاشينكوف يغطي واجهة برج إيفل، تقابله عبارة “التهديد الآتي من الداخل” حسب عنوان الفيلم. يبدو إن فيلم “صنع في فرنسا” الذي سبق وأن كتبت عنه “الخبر” شهر سبتمبر، وكان من المفروض عرضه الأول بعد غد الأربعاء في قاعات فرنسا، بعد أن تأجّل تصويره بسبب حادثة “شارل إيبدو”، يواجه المصير نفسه، ويؤجل عرضه في فرنسا مرة أخرى، حيث قام الموزع “بريتي بيمكتر” والمنتج “رادار فيلم” بسحب كل الإعلانات الخاصة بالفيلم، بعد الاعتداءات الإرهابية بباريس الجمعة، خاصة أن ملصقة الفيلم عبارة عن برج إيفل على شكل “كلاشينكوف”، مما يذكر الفرنسيين بمأساتهم الأخيرة، خاصة مع فرض حالة الطوارئ والإعلان عن حصر أسماء 900 متطرف، منهم مئات عائدون من الشرق الأوسط (سوريا والعراق)، ولم تراقبهم الشرطة بسبب التكلفة المالية الباهظة. وقد تأجّل تصوير الفيلم من قبل الموزع الأصلي، عقب الهجمات على صحيفة “شارلي إيبدو”، ثم عاد مرة أخرى في بداية نوفمبر الجاري لعرضه بعد إتمامه، وقام بنشر دعايته التي بدت تطارد الفرنسيين لتذكيرهم بالإرهاب الآتي من الداخل، وهو ما أثار استياء الرأي العام الفرنسي المصدوم من التفجيرات الأخيرة.يعتبر فيلم “صنع في فرنسا”، أول فيلم فرنسي يتعرض لموضوع الأعمال الإرهابية من داخل فرنسا، برؤية جديدة من إخراج “نيكولا بوخريف” وبطولة الصحفي المسلم الذي يحاول إنقاذ باريس. يحاول فيلم “صنع في فرنسا”، بعد ثمانية أشهر من عملية “شارلي إيبدو”، التي هزّت الأوساط الفرنسية، التطرق إلى موضوع كيفية انتشار الخلايا الإرهابية في فرنسا، من خلال قصّة ووجهة نظر صحفي فرنسي مسلم يخترق الجماعات المتطرفة. ويترقب النقاد والمتتبعون السينمائيون أن يخلق الفيلم الجدل والنقاش. تروي قصة الفيلم الخيالي الطويل عبر وجهة نظر شاب صحفي يدعى “سام”، ويؤدي دوره “ماليك زيدي”، ظهور خلية إرهابية فرنسية هدفها الأساسي ضرب قلب العاصمة الفرنسية. يحاول الصحفي الشاب الوصول إلى الخلية واختراق الأوساط الإسلاموية المتطرفة في باريس، فيتعرّف على أربعة من الشباب، مهمتهم تكوين خلايا جهادية، هدفها النهائي القيام بعمليات دموية في باريس. يقول مخرج الفيلم “نيكولا بوخريف”، إن الرغبة في إخراج فيلم حول الإرهاب والجماعات الإرهابية في فرنسا، كانت لديّ حتى قبل عملية شارلي، ويصرح لأحد المواقع الفرنسية أن بعض المشاهد تم تصويرها قبل جانفي 2015، وجاءت أحداث “شارلي إيبدو” لتعرقل إنهاء التصوير فيما بعد. ويضيف أنه من الأفلام الفرنسية النادرة التي تتطرق للإرهاب من داخل فرنسا، فضّل مخرج الفيلم أن يكون بطل فيلمه جزائريا مسلما من أب جزائري وأم فرنسية، وأرجع ذلك إلى محاولته الابتعاد عن الأحكام المسبقة وتهمة العداء للمسلمين “الإسلاموفوبيا”. أوضح المخرج “نيكولا بوخريف” أنه قام قبل بداية التصوير ببحوث حثيثة حول انتشار الإسلام المتطرف في فرنسا، ويحاول أن يقدم وجهة نظره من خلال عمل سينمائي طويل، يقول إن “الخطر في تعاظم، كل يوم ينحرف شباب ونساء، وحتى مراهقين نحو الإسلاموية”، مضيفا “هنا أتحدث عن أشخاص عاديين يتحوّلون إلى جنود مستعدين للجهاد، يكفي واحد فقط ليقتل مجموعة من الأبرياء ويحرق العالم... والأمثلة كثيرة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات