+ -

 ستكون فرنسا مهددة بفقدان تنظيم “يورو 2016”، على خلفية تداعيات هجمات باريس، أول أمس، وهي الهجمات التي صدمت العالم، بصورة عامة والسلطات السياسية والرياضية بفرنسا، بصورة خاصة، إلى درجة أن المسؤولين الفرنسيين سارعوا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية تخص النشاط الرياضي، للحيلولة دون تعريض حياة المواطنين إلى مخاطر جديدة، لصعوبة تقدير الأوضاع الأمنية في الوقت الراهن.وفي هذا الخصوص، لم يخف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل جراييه، مخاوفه من فقدان تنظيم بطولة أمم أوروبا 2016، بسبب التحديات الأمنية الصعبة التي أصبحت فرنسا تواجهها، بسبب الهجمات المروعة التي شهدتها باريس. وقد نقل على لسانه القول إنه يعترف بوجود مخاوف حول تنظيم بطولة أمم أوروبا 2016.وقال رئيس الاتحاد الفرنسي في تصريحات نقلتها الوسائل الإعلام المحلية: “بالتأكيد هناك مخاوف كبيرة بالنسبة لليورو 2016، سيكون اليوم الأكبر”. وتأتي المخاوف في وقت استكملت فرنسا كل التحضيرات لاستقبال الحدث الكروي الذي تعيشه “القارة العجوز” مرة كل أربع سنوات على أمل الفوز باللقب.ونقلت تقارير صحفية فرنسية أن المقابلة الودية، التي من المقرر أن تجمع، يوم الثلاثاء، بلندن، بين المنتخبين الإنجليزي والفرنسي، تم إلغاؤها على خلفية التفجيرات التي عرفتها باريس، قبل أن يتم التراجع عن القرار، إثر إعلان الاتحاد الفرنسي أنه تم تثبيت موعد المقابلة بين الفريقين، رغم التحذيرات الأمنية، وستقام المقابلة وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بعد اتخاذ بريطانيا مجموعة من الإجراءات لمنع حدوث تفجيرات على أراضيها، خشية تكرار سيناريو باريس في لندن، في الوقت الذي يدرس الاتحاد الألماني قرار إلغاء مقابلته الودية أمام هولندا، يوم الثلاثاء، بمدينة هانوفر الألمانية لنفس الأسباب.وفي نفس الإطار، قالت قناة “إي. تيلي” التلفزيونية الفرنسية، إنه تقرر تعليق كافة الأنشطة الرياضية التي كان من المقرر إقامتها في أنحاء العاصمة الفرنسية، مطلع الأسبوع الحالي، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها باريس، بالموازاة مع حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا.رياضيو العالم يتضامنون مع فرنساعبر عدد كبير من الرياضيين في شتى بقاع الكرة الأرضية، عن تضامنهم مع أهالي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي عاشته العاصمة الفرنسية باريس.ولجأ عدد كبير من الرياضيين إلى حساباتهم الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتعبير عن حزنهم الشديد عقب سلسلة التفجيرات التي هزت باريس.ووصف الدراج الأمريكي، لانس آرمسترونغ، الخبر بالرهيب، حيث غرد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بسباق “طواف فرنسا”، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: “خبر رهيب قادم من باريس الليلة”.من جانبه، نشر لاعب فريق سان أنطونيو سبيرز الأمريكي لكرة السلة، الفرنسي بوريس دياو، تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” كتب فيها: “كل أفكاري الآن مع الضحايا وعائلاتهم”.أما حارس مرمى نادي برشلونة الإسباني، الدولي التشيلي كلاوديو برافو، فقد عبر هو الآخر عن تضامنه مع أسر الضحايا، من خلال تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وكتب فيها: “القوة لأسر ضحايا هجمات اليوم في باريس”.من جانبه، نشر زميله في الفريق الكتالوني، الدولي الإسباني غوردي ألبا، تغريدة أخرى عبر حسابه الشخصي، كتب فيها: “بعد نهاية مباراتنا أمام إنجلترا وصلتنا أخبار الأحداث الرهيبة في باريس، كل دعمي وتضامني مع المتضررين”.بدوره، نعى نجم كرة القدم الفرنسية السابق، تييري هنري، ضحايا الهجمات الإرهابية في باريس، من خلال تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وهو الأمر الذي انطبق على قائد المنتخب البرازيلي السابق، كافو دي مورياس، ونجم نادي بوروسيا دورتموند الألماني، ماركو ريوس، ومدافع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، لوك شاو، وهؤلاء حرصوا على تعزية أهالي الضحايا.أبطال العالم تحت الصدمةصرح المدير الرياضي للمنتخب الألماني لكرة القدم، أوليفر بيرهوف، عقب انتهاء اللقاء الذي جمع المنتخب الفرنسي بنظيره الألماني على أرضية ملعب “ستاد فرنسا”، (0/0)، أن حالة من الخوف تسيطر على لاعبي المنتخب الألماني، الذي اضطر لاعبوه إلى قضاء الليلة في غرفة الملابس بالملعب خشية على حياتهم.وقال في هذا الصدد لوكالة “إيه آر دي” الألمانية: “شعر اللاعبون بحالة من انعدام الأمن والخوف الشديد”، على إثر الانفجار وإطلاق النار.في المقابل، أكد مدرب المنتخب الألماني، يواكيم لوف، أن جميع أفراد الفريق تسيطر عليهم حالة من الرعب والصدمة الكبيرة بعد الهجمات، وأكد أن نتيجة المباراة التي انتهى عليها اللقاء كانت تحت وطأة تلقي أنباء أولية عن الهجمات.وبدت الصدمة على وجوه لاعبي المنتخب الفرنسي، بحسب ما أظهرته بعض مقاطع الفيديو. يذكر أن الجماهير هبطت إلى أرض الملعب من المدرجات بطلب من منظمي اللقاء والمسؤولين عنه، ومنعتهم من المغادرة إلى حين تأمين محيط الملعب كليا. وقال رئيس الاتحاد الفرنسي، في هذا الصدد، لوسائل الإعلام: “لقد أفسدت الأمور جراء الأحداث حول “ستاد فرنسا”، كان هناك انفجار عند مدخل الباب رقم “جي”، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض آخرين إلى إصابات”.الجماهير تحتفل ظنا أن الانفجار مجرد ألعاب ناريةاحتفت جماهير “ستاد فرنسا” الدولي بالتفجيرات التي وقعت بجانب الملعب، ظنا منهم أن ما سمعوه مجرد ألعاب نارية أطلقتها بعض الجماهير الحاضرة في مدرجات الملعب، قبل أن تعلم الجماهير فيما بعد بوقوع سلسلة عمليات إرهابية في العاصمة الفرنسية باريس. وسادت حالة من الخوف والذعر في مدرجات “ستاد فرنسا” الدولي عقب معرفتهم بما حدث في محيط الملعب، حيث اضطرت الجماهير بأكملها إلى النزول جميعا إلى أرضية الملعب عقب نهاية المباراة، بعدما قررت الشرطة الفرنسية منعهم من مغادرة الملعب، حفاظا على سلامتهم، حيث كانت الشرطة تخشى حدوث انفجارات جديدة قد تسفر عن إثقال قائمة الضحايا.دقيقة صمت في لقاء الأرجنتين والبرازيلتضامن لاعبو المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي مع ضحايا التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس، بعدما وقفوا دقيقة صمت، قبيل بدء مباراة القمة اللاتينية التي جمعتهما في الجولة الثالثة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم بروسيا 2018.وأرسل أبرز نجوم المنتخبين، بوقوفهم دقيقة صمت قبل المباراة التي احتضنها ملعب “المونيمونتال” الشهير، أصدق التعازي للضحايا وأهاليهم، وعلى رأسهم النجم البرازيلي نيمار وديفيد لويز من “السيليساو”، وأنخيل دي ماريا وماسكيرانو من الأرجنتين، وبقية الأسماء المتواجدة، إضافة إلى كل من حضر في المدرجات.وجسد لاعبو المنتخبين قمة الروح الرياضية والإنسانية بهذه الوقفة، حيث حاول كل لاعب التعبير على طريقته عن مدى تضامنهم مع الأبرياء بعد انتهاء “دقيقة الصمت”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: