الإعلامي الكبير والصحفي القدير سعد بوعقبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أنا من متتبعي عمودكم اليومي الذي تنشرونه في “الخبر” تحت عنوان (نقطة نظام)، وقد لفت انتباهي أنكم لم تكتبوا لا تصريحا ولا تلميحا عما تضمنته مداخلة السيد سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير، على الأقل بصفته الرسمية هذه، وهو يتحدث بشيء من الغموض عن دعم الجزائر لقضية الصحراء الغربية. ومما أثار انتباهي الآتي، وهي أمور بالتأكيد كانت ستحرك ذلك القلم الذي عرفناه ينطق بالحق، وكانت هذه الأمور كفيلة بأن ترفع نقطة نظام في وجه السيد سعداني: 1- الرجل امتنع عن إجابة الصحفي حول تأكيد دعم الجزائر للشعب الصحراوي في كفاحه العادل في الحرية والاستقلال؟ 2- الرجل قال إنه لا يريد التحدث في الموضوع الآن؟ وهو ما يدعو للتساؤل لماذا ليس بإمكان سعداني قول ما يعرفه الآن، أم أن الفرصة ليست مواتية بعد؟ 3- الرجل قال إنه لو تحدث الآن في قضية الصحراء الغربية سيخرج الشعب الجزائري إلى الشارع؟ بشرى لكم بهذا الزعيم! ولكن ليس من حقنا أن نعرف نوع المعلومات التي يملكها سعداني ويلوّح بها من الآن؟ وضد من؟ ولصالح من؟ 4 - الرجل لم ينبس ببنت شفة ضد تصريحات الملك المغربي محمد السادس وتهجمه على الجزائر! 5 - الرجل انتزع منه الصحفي بأعجوبة فائقة تصريحا يصف فيه الدبلوماسي المغربي بنيويورك الذي تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، بأن ما قام به هو “غباء سياسي”، هنا أريد أن أعرف الوصف الذي يستحقه تصريح سعداني الذي قلب به الدنيا ولم يقعدها؟ 6 - لم تنشر أي من المؤسسات الرسمية أو الأحزاب بما فيها حزب جبهة التحرير أي بيان حول التصريحات أعلاه، ما هي موجبات سكوت الطبقة السياسية والإعلامية حول هذا الموضوع بالذات؟ 7 - لقد قال سعداني إنه يؤمن بالجزائر أولا والجزائر ثانيا والجزائر ثالثا. وأريد أن أعرف هل دعم الجزائر والجزائريين لقضية الصحراء الغربية تتعارض مع هذه الثلاثية، أنا أيضا أؤمن بالجزائر أولا وثانيا وثالثا ورابعا وإلى ما لا نهاية، لأننا كأجيال صحراوية ربتنا البوليزاريو على حب الجزائر أكثر مما تتصور، إن الجزائر منا ونحن منها، هي تسكننا ونحن فيها، ولد بعض أجيالنا بأرض الجزائر، وتربينا بأرض المليون ونصف المليون من الشهداء، وترعرعنا بعين تموشنت، وبلعباس وتيزي وزو، وعنابة، وقسنطينة ووهران والجزائر العاصمة وتڤرت وبشار وتندوف وأدرار، ولا تكاد تخلو بقعة من ترابها الطاهر إلا تعلمنا فيه من علم الشيخ البشير الإبراهيمي، وجهاد الأمير عبد القادر، وعظماء ومناضلي أول نوفمبر، احتضنت متوسطاتها وثانوياتها وجامعاتها جيلا بأكمله من الصحراويين الذين هم الآن أطر وكوادر الدولة الصحراوية، منهم الوزراء اليوم والضباط والولاة والمحامون والقضاة والمديرون والسفراء، واحتضنت مستشفيات الجزائر مرضانا في تندوف وبشار ووهران والجزائر، وقبل كل هذا وبعده كانت أرض الجزائر من احتضنتنا عام 75 بعد ظلم ذوي القربى من الشمال ومن الجنوب آنذاك، أوبعد كل هذا تريدني أن لا أؤمن بالجزائر أولا والجزائر ثانيا والجزائر ثالثا ورابعا وإلى أن أخلد في الثرى. أعرف أنك يا سعد عرجت على الموضوع قليلا في مقالك اليوم، غير أني ومنذ أن صدر التصريح وأنا أنتظر أن يتحرك سعد شاهرا نقطة نظامه المعتادة، شيء ما بداخلي يدفعني إلى الاعتقاد بل الجزم بأنك تحضّر شيئا في الموضوع، فموضوع كهذا لا يمكن أن يمر على إعلامي كبير كسعد دون أن يسعدنا ولو بنقطة حتى من خارج النظام.محمد ابن الساقية الحمراء ووادي الذهبمخيمات اللاجئين الصحراويينولاية الداخلة المتضررة من الفيضانات❊ عذري في عدم الكتابة حول الموضوع أقبح من الذنب الذي أشرت إليه مشكورا.. لم أكتب لأنني لم أشاهد حصة الشيء المتلفز الذي يسمى سعداني.. سعداني هذا مثل جماعة المخزن المغربية، يعتقد أن قضية الصحراء الغربية قضية “الدياراس” الجزائرية، وليست قضية الشعب الصحراوي. لست أدري كيف يطلب المغرب من الجزائر إقناع جزء من شعبه في الصحراء الغربية بأنهم مغاربة، والملك الذي يدعي ملكه لهم لا يستطيع إقناعهم بذلك، أن تطلب من دولة جارة أن تكتّف لك “جزءا من شعبك” وتسلمه لك، فذاك هو البؤس بعينه!هل سيطلب المغرب الشقيق من الجزائر مساعدته في قمع سكان وجدة إذا طالبوا العرش بتقرير المصير والانفصال؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات