زار وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري تونس لترؤس اجتماع الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي، مناصفة مع وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، بهدف تفعيل اتفاق التعاون الاستراتيجي الذي وقعته تونس وواشنطن في شهر جوان الماضي والذي يشمل مجالات التدريب والتعاون الفني وتبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية.ربط محللون ومتابعون للشأن السياسي والأمني في تونس زيارة كيري بالتطورات السياسية والإقليمية الجارية في تونس وليبيا. وقال المحلل السياسي التونسي، نصر الدين بن حديد، لـ”الخبر”، إن زيارة كيري إلى تونس تدخل ضمن سياق سياسي متسم بالتوتر الداخلي في تونس نتيجة الصراعات الحادة التي يشهدها الحزب الحاكم “نداء تونس”.وأكد بن حديد أن “زيارة كيري تستهدف ترسيم حدود الصراع بين الأطراف الفاعلة في تونس، بما لا يمس الاستقرار الداخلي وفق المفهوم الأمريكي”، معتبرا أن “وضع هذه الزيارة تحت عنوان “الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي” مجرد غطاء فقط، لأنه لا يوجد شيء اسمه حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة وتونس، موازين القوى ليست متكافئة أصلا”.ورجح بن حديد أن تدفع الولايات المتحدة تونس إلى البحث عن تعديل جزئي في سياسات حكومة الحبيب الصيد على ضوء مباحثاته في تونس، مشيرا إلى أن “مسألة الوجود العسكري الأمريكي ستكون حاضرة وفق مسار الملف الليبي وتطور الأوضاع في تونس”. ويقرأ المتابع للشؤون الأمنية، نزار مقني، زيارة كيري بأنها “تنزل ضمن الحوار الاستراتيجي الأمريكي التونسي، وهذا المعلن، لكنها تحمل في كنهها أجندة أخرى مرتبطة بالمتغيرات في المنطقة. وأول هذه المتغيرات ما يحصل على الساحة الليبية ويفرضه تطور الصراع هناك وعدم الوصول إلى حل سياسي لجملة من التحديات على الجانب الأمريكي”.وأوضح مقني لـ”الخبر” أنه يمكن حصر هذه التحديات في ثلاث نقاط أساسية، أولها ما تفرضه أزمة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من ليبيا إلى أوروبا وما يفرضه ذلك من ثقل على مهام واشنطن المتعلقة بالأمن المشترك ضمن فضاء حلف الشمال الأطلسي، إضافة إلى ما يفرضه واقع استقواء التنظيمات الإرهابية في ليبيا وأبرزها “داعش” وبداية معارك قرب الهلال النفطي الليبي أي قرب مناطق المرافئ النفطية الليبية. ورجح مقني أن يكون الجنوب التونسي منصة انطلاق لعمل استخباري مشترك، خاصة مع اقتراب الإرهاب من الحدود التونسية.وفي السياق نفسه، طالب حزب سياسي تونسي الحكومة التونسية بمنع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من عقد لقاء مزمع مع قادة المجتمع المدني النشط في تونس، بمناسبة زيارته إلى تونس غدا الجمعة.وقال بيان إعلامي لحزب التحرير الإسلامي في تونس إن لقاء كيري مع المجتمع المدني يعد تدخلا في الشؤون الداخلية لتونس، وإقحاما لواشنطن نفسها في شؤون تخص الداخل التونسي .وانتقد الحزب ما اعتبره انجرار الحكومة التونسية نحو مطامح أمريكية، تستهدف في النهاية إضعاف تونس والمس بسيادتها الوطنية. وتمول الولايات المتحدة الأمريكية عددا كبيرا من جمعيات المجتمع المدني النشطة في تونس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات