اللبنانيون يشيعون ضحايا أثقل مجزرة في بيروت منذ سنوات

38serv

+ -

شيع اللبنانيون، أمس، جثث ضحايا التفجيرين الانتحاريين في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله اللبناني، اللذين أوقعا 43 قتيلا من بينهم المسؤول الأمني في حزب الله، حسين ياغي، كما جرح 239 شخص، حسب حصيلة غير نهائية تعد الأثقل من حيث عدد الضحايا في السنوات الأخيرة.تبنى تنظيم “داعش” الإرهابي هذه العملية التي أدانتها الأحزاب اللبنانية بما فيها جماعة 14 آذار والعديد من الدول العربية والغربية، حيث أعلنت الحكومة اللبنانية، أمس، الحداد الوطني على أرواح الضحايا.وتضاربت الأنباء بشأن عدد الانتحاريين الذين ارتكبوا هذه المجزرة المروعة. ففي الوقت الذي أعلن الجيش اللبناني أنهم ثلاثة، وأوضح في بيان له أنه في تمام السادسة من مساء أول أمس “أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكة - برج البراجنة، تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول”، وأضاف أنه تم “العثور في موقع الانفجار الثاني على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه”. أما رواية تنظيم “داعش” الذي تبنى هذه العملية الانتحارية، فنشرتها وكالة “أعماق” التابعة له، حيث زعمت أن “انتحاريا قام بركن درجة نارية مفخخة في شارع الحسينية في برج البراجنة، فجرها عن بعد، وبعد تجمع عناصر حزب الله حول مكان التفجير الأول فجر نفسه وسطهم”. وتحدث عدد من شهود عيان لوسائل إعلام محلية وأجنبية “عن حدوث انفجار أول قرب حسينية الحسين ببرج البراجنة، وبعد تجمع عناصر أمنية تابعة لحزب الله حدث التفجير الثاني”.وأظهر شريط تجمعا لعدد من المواطنين بعد الانفجار في الشوارع، وسط الزجاج المتطاير والصراخ والعويل، قبل أن يسمع صوت انفجار ثان، دفع الناس إلى الهروب.  كما وقع تضارب بشأن عدد القتلى، ففي الوقت الذي تحدث الصليب الأحمر عن 35 قتيلا قال شهود عيان إنهم 48 قتيلا، غير أن مراقبين رجحوا ارتفاع عدد ضحايا التفجيرين بالنظر إلى العدد الكبير للجرحى بعضهم في حالة خطر، خاصة أن التفجيرين استهدفا منطقة شعبية كثيفة السكان بالقرب من حسينية الحسين، كما اختار الانتحاريان توقيت الذروة في حركة الناس في الساعة السادسة مساء، بالإضافة إلى أن الانتحاري الثاني انتظر 7 دقائق من التفجير الأول، حيث تجمع رجال حزب الله وعدد من المسعفين والكثير من الفضوليين لانتشال جثث الضحايا وإسعاف الجرحى، قبل أن يفجر الانتحاري الثاني نفسه وسط هذا الحشد، محدثا عددا كبيرا من القتلى والجرحى.محاولة توريط الفلسطينيين في التفجيرينورغم أن “داعش” سارع إلى تبني العملية الإرهابية، إلا أن صحفا لبنانية مقربة من حزب الله كشفت أن تنظيم “داعش” نفذ تفجيري برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، أول أمس، مستخدما ثلاثة انتحاريين، منهم انتحاريان فلسطينيان من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بهدف الوقيعة بين منطقة برج البراجنة ذات الغالبية الشيعية ومخيمها الفلسطيني.وأوضحت صحيفة “السفير” اللبنانية أن ثلاثة انتحاريين دخلوا إلى واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً في منطقة عين السكّة بالضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن ارتدوا ثياباً شتوية لتخبئة الأحزمة الناسفة وحلقوا ذقونهم حتى لا يثيروا الريبة واخترقوا صفوف المواطنين الداخلين إلى “حسينية الإمام الحسين”.وأشارت الصحيفة إلى أنه “عندما وقع التفجير الأوّل في دراجة ناريّة، هرع المواطنون، وما هي إلا خمس دقائق حتى دوى الانفجار الأقوى. ودقائق أخرى كان في المكان إرهابي ينتظر دوره لتفجير نفسه، لكنه قتل، وربما كان هناك غيره وتمكن من الفرار”.غير أن حركة حماس نفت على لسان أحمد عبد الهادي، نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان، أن يكون فلسطينيان من بين المتورطين في التفجيرات التي وقعت أمس الأول بلبنان، مضيفاً أن الاسمين تبين أنهما قد قتلا في معارك سوريا منذ فترة، وقد تم تزوير أسمائهما بأشخاص آخرين، بغرض الوقيعة بين الفلسطينيين واللبنانيين في هذا التوقيت”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات