سألني قارئ سؤالا بريئا.. “في رأيك من يحكم الجزائر؟!”، فكان الجواب واضحا.. الجزائر أصبح يحكمها “بوشكارة”، وهذا هو الجواب الصحيح والمنطقي لما يحدث في الجزائر بخصوص تحديد من يحكم هذا البلد:جماعة الـ19 تقول إن الرئيس لا يحكم البلاد، والجزائر يحكمها آخرون باسمه! وخارج إطار المؤسسات الدستورية الرسمية؟!جماعة الجيش يقولون: الجيش لا يحكم والرئيس وجماعته من الحكومة والبرلمان هم من يحكم البلاد ويتصرفون حتى في الجيش وقيادته.والدياراس يقول: نحن لم نكن نحكم لا البلاد ولا الرئيس ولا المدنيين ولا الاقتصاد ولا السياسة ولا حتى الجيش.وأحزاب الحكم تقول: إنها لا تحكم وإنما تشارك في الحكم من زاوية المحكوم به وإن الجيش هو الذي يحكم بالرئيس..والمعارضة تقول: إن الرئيس لا يحكم والحاكم الفعلي ما يزال مجهولا.. وتطالب المعارضة بأن يعلن الحاكم الفعلي للجزائر عن نفسه حتى يمكن مساءلته من طرف المعارضة عما يفعل بالبلاد وفي البلاد؟!الخارج أيضا يقول: إنه لا علاقة له بالتأثير عمن يحكم في الجزائر، وكل ما هو حاصل هو تبادل مصالح ومنافع فرنسية أمريكية مع السلطة في الجزائر التي هي في الواقع غير معروفة وغير محددة المعالم، ولا يمكن مساءلتها من طرف الشعب عما تفعل هذه السلطة مع الأجانب.هذه الصورة الكاريكاتورية لصورة من يحكم الجزائر ذكرتني بضابط “لاصاص” في وقت الثورة عندما كان يلبس لـ “البايوع” شكارة على رأسه ويثقب له الشكارة على مستوى العينين ليرى من يعرض عليه ويتعرف عليه، ويقول لضابط “لاصاص”: هذا يعمل مع الفلاڤة. دون أن يعرف المتعرف عليه بوشكارة هذا الذي “يبيعه” للعسكر. ! ماذا لو أن السلطة اليوم أخرجت لنا “بوشكارة” وقالت لنا “هذا هو الذي تبحثون عنه..”، ولا يهم إن لم نعرف ملامح وجهه، المهم أن نعرف جسمه فقط؟!ولا يهم إذا قدمت لنا السلطة “بوشكارة المال” الذي يسير الاقتصاد مادام حدّاد وربراب وغيرهم يقولون “نحن لسنا بوشكارة الاقتصاد”، وقدموا لنا “بوشكارة السياسة” و«بوشكارة الأمن” و«بوشكارة الثقافة” و«بوشكارة الإعلام” و«بوشكارة العدالة”؟!قد تكون هذه صورة كاريكاتورية صعبة التصديق، لكن الواقع المعيش الآن أسوأ منها وأشد قتامة في ظل هذه المهازل السياسية الحاصلة في البلاد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات