نجوم السينما العالمية في ضيافة "الفاتنة"

انطلقت فعاليات الدورة 37 لمهرجان القاهرة السينمائي، بحضور الجزائر ممثَّلة في المسابقة الرسمية بفيلم “مدام كوراج” للمخرج مرزاق علواش، ويتسابق 16 فيلما من بين 120 فيلم سيتم عرضه ضمن فعاليات المهرجان المختلفة. فحلم أن تكون فعاليات الدورة مميزة على جميع المستويات بالنسبة لمصر، ليس مطلبا فنيا فقط، فالظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تجعلها تعول على هذا الحدث السينمائي الكبير لإنعاش السياحة، ومنح وسائل الإعلام العالمية صورة جميلة لمصر التي وجدت نفسها في زحمة الأخبار الأمنية والأحداث السياسية لمدة 5 سنوات من التوقف، تعثرت فيها مبادرات تنظيم عدة مهرجانات منها أهم المهرجانات السينمائية في العالم العربي. تتقدمهم النجمة الأمريكية ميريل ستريب والنجمة الإيطالية كلوديا كردنالي والمخرجة الهندية الشهيرة فرح خان، مر النجوم على البساط الأحمر الذي رسمته القاهرة معبدا بالأمل ورسائل الحب لمصر، وفي واجهة المهرجان كان جمال الفنانة الراحلة فاتن حمامة يستقبل ضيوفه أول أمس على امتداد دار الأوبرا حيث انطلق المهرجان ليبدأ العرض والموسيقى والتنافس على أحلى إطلالة في ضيافة “الفاتنة”.وقد اختارت القاهرة أن تكون الانطلاقة بنكهة أمريكية، عبر الفيلم الأمريكي “ريكي وفرقة فلاش” للمخرج جوناثان ديمي وبطولة ميريل ستريب وكفين كلاين وماجى جامر، اختيار مهم ليس فقط لكون الفيلم يعرض قبل دخوله قاعات العرض الأمريكية يوم 7 أوت القادم، بل لأن الفيلم مرصع بثلاث جوائز “أوسكار” هي في رصيد أبطال الفيلم ومخرجه الذي توج بالأوسكار عام 1991 كأفضل مخرج عن فيلم “صمت الحملان”.كما تعتبر بطلة الفيلم الممثلة ميريل ستريب الأكثر ترشيحا في تاريخ جوائز الأوسكار بـ19 ترشيحاً، فازت بثلاث منها: الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها في فيلم “كرامر ضد كرامر”، والثانية جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 1982 عن دورها في فيلم “اختيار صوفي”، والثالثة جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 2012 عن دورها في فيلم “المرأة الحديدية”، وفي رصيد ضيفة القاهرة 25 جائزة عالمية، منها 8 جوائز “غولدن غلوب”.هذه الميزات في الضيوف رفع رهان القاهرة على إنجاح هذا الحدث السينمائي العربي الكبير، وفتح شهيته نحو دعوة مزيد من النجوم العالميين، لتختار دورة 2015 تكريم الفنانة العالمية كلوديا كردنالي التي منحها المهرجان جائزة “فاتن حمامة”، ليلتقي الإبداع العالمي مع الجمال والتميز العربي، وقد ابتسم الحظ أيضا لإدارة مهرجان القاهرة بعد أن وصل عدد الأفلام المرشحة لأوسكار 2016 إلى 10 أفلام تحضر في مهرجان القاهرة، من بينها 3 أفلام تنافس في المسابقة الدولية الرسمية هي: البوسني “حياتنا اليومية” من إخراج أنيس تانوفتيش، والكرواتي “الشمس الساطعة” للمخرج داليبور ماتانيتش والأستوني “1944” للمخرج إلمو نوجانين.العرض الأول للأفلام.. وتحدي رافضي المشاهد الساخنةرغم قلة الإنتاج السينمائي المصري، فإن مهرجان القاهرة حرص على أن يكون الحدث عربيا، ويقدم أفلاما تعرض لأول مرة، حيث يوجد في أجندة البرمجة 7 أفلام مصرية تعرض لأول مرة، منها فليمان روائيان طويلان في المسابقة الرسمية هما “من ظهر راجل” لكريم السبكي، و “الليلة الكبيرة” لسامح عبد العزيز.كما برمجت إدارة مهرجان القاهرة 5 أفلام تحمل إثارة ومشاهد ساخنة من بطولة نيكول كيدمان التي سيعرض لها فيلم “الأرض الغربية”، بالإضافة إلى الفيلم الكوري “مادونا”، والفيلم الإيطالي “المحبون اللاتينيون” وفيلم “وجه الملاك”، وقد أثارت هذه الأفلام جدلا كبيرا في مصر، ما دفع رئيسة المهرجان ماجدة واصف إلى التعليق قائلة إن “إدارة المهرجان ليس من حقها حذف أي مشهد من الأفلام، وفقا لبروتوكول اللجنة المنظمة للمهرجانات العالمية”.علواش يمثل الجزائر في القاهرة ويصنع الحدث قبل وأثناء الحدثلا يختلف اثنان من الذي يتابعون مهرجان القاهرة السينمائي أن مشاركة المخرج مرزاق علواش بفليمه “مدام كوراج” لها أهمية كبيرة، فالمخرج علواش الذي يعتبر المخرج الجزائري الوحيد ضمن المسابقة الرسمية الطويلة لمهرجان القاهرة هذا العام، أصبح حديث النقاد والأقلام الإعلامية المصرية تحديدا، حيث يجد المصريون في مشاركته أهمية كبيرة على مستويين: الأول بالنسبة لموجة الجدل الكبيرة التي دارت حوله، وأيضا لطبيعة الموضوع الذي يعالجه الفيلم، حيث تدور أحداثه حول الفتى “عمر” وهو غير متزن ووحيد في سن المراهقة، ويعيش في أحد الأحياء العشوائية في غرب الجزائر، وهو ما يجعله ضحية إدمان المخدرات.