أرسل الله رسوله رحمة للعالمين، رحمة للنّاس كافة ليأخذ بأيديهم إلى الهدى وما يهتدي إلاّ أولئك المتهيئون المستعدون. وإن كانت الرّحمة تتحقّق للمؤمنين ولغير المؤمنين.إنّ المنهج الّذي جاء به سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، منهج يسعد البشرية كلّها ويقودها إلى الكمال المقدّر لها في هذه الحياة.ولقد جاءت هذه الرسالة للبشرية حينما بلغت سن الرّشد العقلي: جاءت كتابًا مفتوحًا للعقول في مقبل الأجيال، شاملاً لأصول حياة البشرية الّتي لا تتبدل، مستعدًا لتلبية الحاجات المتجدّدة الّتي يعلمها خالق البشر وهو أعلم بمَن خلق وهو اللّطيف الخبير.ولقد وضع هذا الكتاب أصول المنهج الدّائم لحياة إنسانية متجدّدة. وترك للبشرية أن تستنبط الأحكام الجزئية الّتي تحتاج إليها ارتباطات حياتها النامية المتجدّدة واستنباط وسائل تنفيذها كذلك بحسب ظروف الحياة وملابساتها دون اصطدام بأصول المنهج الدّائم القويم. وكفل للعقل البشري حرية العمل بكفالة حقّه في التّفكير وبكفالة مجتمع يسمح لهذا العقل بالتّفكير ثمّ ترك له الحرية في دائرة الأصول المنهجية الّتي وضعها لحياة البشر كما تنمو وترقى وتصل إلى الكمال المقدّر لحياة النّاس في هذه الأرض.لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافيا لتلتقي في عقيدة واحدة نظام اجتماع واحد وكان هذا غريبًا على ضمير البشرية وتفكيرها وواقعها يوم ذاك. والأشراف يعدّون أنفسهم من طينة غير طينة العبيد.. ولكن ها هي البشرية تحاول أن تقفوا خطى الإسلام فتتعثّر في الطّريق، لأنّها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل ولكنّها تصل إلى شيء من ذلك المنهج ولو في الدّعاوى والأقوال، وإن كانت ما تزال أممًا في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا تتمسّك بالعنصرية البغيظة الّتي حاربها الإسلام منذ بعثة الرّسول الكريم إلى العالمين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات