ملاسنات كلامية بين نائب عن الجالية وعميد مسجد باريس

+ -

لايزال مسلسل قضية دعم عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، لعمدة نيس المتصهين، كريستيون إستروزي، متواصلا داخل الساحة الفرنسية، حيث يعرف جدلا كبيرا لدى أفراد الجالية المسلمة وبالأخص الجالية الجزائرية بفرنسا، على رأسها نائب شمال فرنسا، شافية منتلشته، التي حدثت ملاسنات كلامية بينها وبين دليل بوبكر على هامش الاحتفال بذكرى الثورة التحريرية بمقر السفارة الجزائرية بباريس مؤخرا، واصفة مساندته لعمدة نيس بأنه “وصمة عار” بالنسبة للمسلمين والجزائريين بفرنسا .وأفادت نائب شمال فرنسا، شافية منتلشته، لـ”الخبر”، بأنها “أودعت طلبا لدى وزير الشؤون الدينية محمد عيسى من أجل مناشدته التدخل في هذه القضية، خاصة أنها تلقت عدة مكالمات هاتفية من قبل أعضاء الجالية الجزائرية من أجل الاستفسار عن هذه المسألة التي تزعجهم، ناقلة صدمة هؤلاء الجزائريين أولا ثم المسلمين لهذا الدعم غير المفهوم أمام صمت السلطات الجزائرية، خاصة أن دليل بوبكر يمثل هيئة مسجد باريس الكبير وبالتالي فهو يمثل صورة الجزائر المصغرة في فرنسا، والمسجد هو بمثابة مكان للتلاحم بين المسلمين وليس لتشتتهم”. وتابعت: “لكن للأسف الشديد، ليس هذا ما يسعى إلى الوصول إليه عميد مسجد باريس الكبير بعد مساندته لحزب “الجمهوريين” بصفة عامة وعمدة نيس بصفة خاصة”، تقول نائب شمال فرنسا شافية . وقالت النائب أيضا إنها ستتدخل بصفتها ممثلة لأعضاء الجالية الجزائرية في المجلس الشعبي الوطني أثناء مناقشة قانون المالية الجديد والاستفسار عن ميزانية مسجد باريس الكبير المقدرة بـ1.2 مليون أورو، ناهيك عن دفع رواتب شهرية بـ2700 أورو لـ120 إمام. وطلبت منتلشته من دليل بوبكر أن يعلن جهرا مساندته لعمدة نيس المتصهين باسمه الشخصي ولكن ليس باستعمال مسجد باريس الكبير نظرا لمنصبه الحساس، كما عليه احترام واجب التحفظ، لأن الجميع يعرفه في فرنسا على أنه عميد للمسجد، حيث تتوقف حريته عند أبواب هذه الهيئة. واتهمت النائب الجزائرية المنتخبة عن الجالية في شمال فرنسا دليل بوبكر بإقحام الجزائر في السياسة الفرنسية، الأمر الذي تراه النائب غير مقبول تماما خاصة إذا ما تمت مقارنته بممثلي الديانات الأخرى في فرنسا، التي لا تحشر أنفها في السياسة الفرنسية قط. ولكن حسب النائب، فإن دليل بوبكر يسير في اتجاه هبوب رياح السياسة في فرنسا، وهو يتكهن بأنه سيجري هناك تغيير لذلك يحضر نفسه لمساندة عمدة نيس الذي يكره الجزائريين وسبق أن منع أعضاء الجالية من رفع الراية الجزائرية للاحتفال بفوز المنتخب الوطني، كما أن لديه العديد من السوابق والخطابات العدائية للمسلمين على رأسها التصريحات الأخيرة التي شبه فيها المسلمين في فرنسا “بالمستعمرة الخامسة”، في إشارة إلى ما كان يستعمل من مصطلحات إبان الحروب، حيث كان يقصد “الطابور الخامس”، ويعني بهم العملاء والمجندين الذين يقاتلون في الجيش الذي يحتل أرضهم. وأما نائب جنوب فرنسا، سمير شعابنة، فقد صرح لـ«الخبر” بأنه ليس على علم بخلفية مساندة دليل بوبكر لعمدة نيس، ولكنه قال بأنه يجب وضع علامة استفهام وتساؤل عن موقف دليل بوبكر في دعم هذه الشخصية السياسية المعروفة بعدائها للجزائريين، كيف لا وهذا الأخير منع الجزائريين من حمل الأعلام الوطنية للاحتفال بفوز الفريق الوطني، بالإضافة إلى أنه منع بناء مسجد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات