يتسابق قاطنو المجمع السكني الكتيبة الزبيرية “باليلي” ببواسماعيل في تيبازة إلى تحويل الفضاءات والمساحات المشتركة للعمارات إلى أقفاص كبيرة، بسبب التراخي الأمني المصحوب بالرعب والخوف. ففي سابقة غير مألوفة، نظم السكان الخائفون على ممتلكاتهم حملة جماعية لتسييج الأجزاء المشتركة للسكنات بواسطة القضبان المعدنية والأسلاك الشائكة، بحثا عن الأمن والطمأنينة التي أفقدتها عصابات السرقة والاعتداءات.تشكل أحياء مروان محمد، حي الإخوة بلحاج وكافة عمارات المجمع السكني “باليلي” استثناء لافتا للنظر، حيث أضحى المواطنون منشغلين بالتأمين الذاتي لمحيطهم من مظاهر الجريمة المتفشية بوتيرة متصاعدة، فالزائر للحي يصطدم بشتى أنواع الحواجز المعدنية والعوازل التي نصبها المواطنون على حافة العمارات والمداخل الرئيسية، وهي الصورة العامة التي تعطي انطباعا بأن المنطقة أصبحت محاصرة بشكل كامل، في ظل تقصير أمني واضح.ويروي أحد السكان وهو إطار سام، لـ”الخبر”، بأن هذه الأشغال كلفت العائلات مبالغ مالية مرهقة لأنها خصصت مبالغ لا تقل عن 7000 دج من أجل توفير المواد الأولية ودفع تكاليف اليد العاملة، فيما لجأ البعض إلى دفع مبالغ أخرى للحراسة خوفا على سلامة أبنائهم تأمينا لسكناتهم المحاذية لوادي خميستي الذي يحتضن كل مساء، على بعد أمتار فقط عن مؤسسة أمنية محلية، مجموعات المدمنين ومروّجي الأقراص المهلوسة الذين يتسللون للحي دون رادع، ما يشكل خطرا على أرواح تلاميذ مدرسة مطماطي ومدرسة مختاري ومتوسطة الأمير عبد القادر. وأجمع أهالي المنطقة، في حديثهم لـ”الخبر”، على أن هذه الأشغال أملتها عمليات السرقات، ففي الفترة الأخيرة صدم السكان بتسلل عصابة محترفة إلى شقة سكنية واستولى أفرادها على مبلغ مالي يفوق 147 مليون سنتيم، إضافة إلى عمليات سرقة في مناطق أخرى، وظل الفاعلون مجهولون، فيما قامت عصابات إجرامية بسرقة عدة سيارات من الحي ذاته، ومن حي 40 مسكنا تساهميا في وقت سابق دون توقيف المتورطين، بينما ظل متورطون آخرون في جرائم تحطيم ممتلكات عمومية فاقت قيمتها المالية مليار و700 مليون سنتيم دون متابعة.وعلى بعد أمتار فقط عن مقر الأمن الحضري، شهد الطريق العام، ليلة أول أمس، شجارات عنيفة استعملت فيها الكلاب الشرسة والسيوف وأثارت استياء المواطنين، خصوصا أن عصابة قامت بتهشيم سيارة عن آخرها من نوع “سويفت” وخلفت جريحين، الأمر الذي أقضّ مضجع الآمنين المطالبين بتطويق صراعات تجار المخدرات.ويشترك سكان حي “أو.بي. أل. أف” في نفس الشعور بالخوف، وحولوا العمارات إلى محمية مسيجة خوفا على أبنائهم من المنحرفين الذين يقتنون الممنوعات من شارع حمرات محمد الذي أصبح مرتعا لأخطر المجرمين الذين يلتقون عند نقطة الكاليتوس الواقعة تحت إقليم الأمن الحضري.وبلغ الاستياء مداه أيضا، بسبب ترويج المخدرات وشتى أنواع الخمور على الطريق الرئيسي الإخوة بلحاج من طرف المدعو “د” على مقربة من ثانوية تركية محمود، حيث أصبح مصدر خطر على الأمن العام نتيجة تفشي الإدمان وتورط أقارب هذا الأخير في التحرش والاعتداء على الطالبات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات