+ -

يطرح تسارع الأحداث في قضية المدرّب خير الدين ماضوي مع وفاق سطيف تساؤلات كثيرة، وتترك الطريقة التي غادر بها الفريق نحو المملكةالعربية السعودية نقاط ظلّ تبعث على الاعتقاد بأن ما حدث سيناريو مفبرك بين المدرّب والرئيس. أصبح التساؤل عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى خسارة وفاق سطيف بأرضه أمام اتحاد الحرّاش مشروعا، ودون الإنقاص من قيمة الفريق الحرّاشي، فإن اجتماع جملة من الأحداث والمعطيات، تؤكد بأن الخسارة تعتبر جزءا من “اتفاق” مسبق بين ماضوي وحمّار على الطريقة المثلى التي تُمكّن مدرّب الوفاق من مغادرة العارضة الفنية للفريق لمباشرة العمل مع الوحدة السعودي دون إثارة الشكوك، كون إعلان ماضوي عن استقالته أو إقدام حمّار على إقالته بعد فوز على الحراش وبعد أيام على التتويج بالكأس الممتازة، كان سيهز الشارع السطايفي، ويجعل الرأي العام الرياضي يتهم ماضوي وحمّار على حدّ سواء بالخيانة.وبالعودة إلى شريط الأحداث، نجد أنفسنا، ونحن نتوقف عند محطّات مهمة خلال الأربعة أيام الأخيرة، مع معطيات غريبة، فالمدرّب خير الدين ماضوي أدلى بتصريح لجريدة “الاقتصادية” السعودية يوم الأربعاء الماضي (بين مباراة الكأس الممتازة ومباراة اتحاد الحراش)، يؤكد من خلال اتفاقه الرسمي مع مسؤولي الوحدة السعودي على تدريب الفريق، وذهب ماضوي في تصريحاته إلى حد الكشف عن موعد مباشرته لعمله بالقول أنه يوم الإثنين (غدا)، في وقت لم يكن رحيل ماضوي عن الوفاق، بعد التتويج بكأس “السوبر” حديث الإعلام ولا الشارع الرياضي السطايفي، ولا حتى المدرّب نفسه أو مسؤوليه في الفريق.ورغم أن ماضوي سبق له الاستقالة من منصبه، إلاّ أنه كان يعود في كل مرة بعد “تمسّك” حمّار به، وما تغيّر اليوم هو تمسّك ماضوي بالرحيل ومسارعة حمّار إلى التأكيد أن خليفته سيتم الإعلان عنه غدا أو بعد غد، بشكل يوحي بأن خليفة ماضوي جاهز منذ فترة (سيكون توفيق روابح بنسبة كبيرة)، وما يثير الانتباه أيضا، السرعة في توصّل ماضوي وحمّار إلى طلاق بالتراضي بعد مضيّ 24 ساعة فقط على مباراة الحرّاش، وخروج الطرفين راضيين على نفسيهما، بل وراحا يتراشقان بعبارات الثناء في صورة نادرا ما نعيشها بين المدربين ورؤساء الأندية في الجزائر. والغريب في كل هذه “المسرحية” الجميلة، أن خير الدين ماضوي يعترف بأنه سيتنقل اليوم إلى المملكة العربية السعودية من أجل ترسيم الاتفاق مع الوحدة السعودي، دون أن ينتبه إلى أن تلقيه تذكرة السفر من المملكة العربية السعودية وعملية الحجز واستخراج التأشيرة من مصالح القنصلية السعودية بالجزائر يتطلّب وقتا، وهو الوقت الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ بأن ماضوي كان على علم بأن مباراة الحراش ستكون الأخيرة له في ظل استعجال إدارة الوحدة السعودي قدومه اليوم لمباشرة عمله غدا، وهو واقع يرغم ماضوي وحمّار على تحضير أفضل سيناريو حتى لا يظهر الطرفان بأنهما اتفقا على الاستثمار في العرض السعودي على حساب الوفاق وسمعته الدولية.وبما أن مغادرة مدرّب ناجح لفريق ذاع صيته دوليا، وعدم امتناع رئيس هذا النادي الكبير على التخلي عن مدرّبه الذي نال كأس رابطة الأبطال الإفريقية وجعله محل اهتمام أندية إفريقية وخليجية لا تقل شأنا عن الوفاق، يثير التساؤلات حتما، فإن مصادر قريبة من الوفاق وبعض المحيطين بالنادي أصبحوا يميلون إلى تصديق “نظرية رفع الأقدام” في مباراة الحرّاش وجعل الخسارة أهم فصل من فصول المسرحية حتى تكون الحبكة مقبولة لدى الرأي العام، خاصة وأن الرئيس حسان حمّار اعترف في تصريحاته عقب الاتفاق بالطلاق بالتراضي، على أن المدرّب ماضوي سيعوّض الفريق ماليا، لكنه أشار إلى أن التعويض سيكون بالدولار وليس بالدينار.وعلى اعتبار أن رئيس الوفاق حدّد العملة التي سيستفيد منها فريقه مقابل تسريح ماضوي لفريق سعودي يسدّد راتب مدرّبه السابق بالدولار، فإن الـ50 ألف دولار المتفق عليها من تسبيق لماضوي من الوحدة قيمته 80 ألف دولار، هو المقابل الذي طلبه حمّار من ماضوي مقابل جعل رحيله في خانة الطلاق بالتراضي، كون الاتفاق المسبق بين الرجلين كان مرضيا فعلا لهما، لكن على حساب نتائج وفاق سطيف وسمعته أيضا ومستقبله الرياضي.ولو كان ماضوي مطالبا بأي شكل من الأشكال بتعويض الفريق مقابل فسخ عقده، فكان منطقيا أن تكون العملة جزائرية، طالما أنه جزائري ويتعامل مع فريق جزائري، فضلا على أن تسديد رواتبه من طرف الوفاق خلال فترة تدريبه للفريق تمت بالعملة الجزائرية، في حين، فإن الحديث عن التعويض بالعملة الصعبة وتحديدا بالدولار، هو إعلان صريح على أن حمّار “باع” ماضوي إلى الوحدة السعودي مقابل 50 ألف دولار، وأمام هذا الوضع، كان يتعيّن على الرجلين إشعار الجماهير السطايفية بالصفقة حتى لا تبدو القضية مثلما هي الآن، ونعني بها “بزنسة” بين رئيس ومدرّب في السوق السوداء. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات