+ -

تتوالى تبعات كارثة سقوط الطائرة الروسية بشمال سيناء، خاصة مع بدء إجلاء السياح الروس والبريطانيين من مدينة شرم الشيخ المصرية، بما يشكل خطرا فادحا على اقتصاد البلاد الذي يعتمد جزء كبير منه على مردود قطاع السياحة. واستنكرت القاهرة ما وصفته ”تسرعا” في قرارات منفردة أضرت بالاقتصاد المصري، وأكدت أنه لم يتم إبلاغها بمعلومات استخباراتية بشأن الطائرة. تتضارب الاحتمالات والتكهنات حول أسباب سقوط الطائرة الروسية بشمال سيناء، ففي الوقت الذي تدعو الحكومة المصرية إلى التريث وعدم استباق الأحداث لحين انتهاء التحقيقات الرسمية، لم تستبعد بريطانيا سقوط الطائرة إثر حادث إرهابي وتفجيرها بعبوة ناسفة وفقا لتقارير وصلتها، ما جعل موسكو تتخذ قرارها بوقف الطيران نحو مصر وإجلاء رعاياها، مع استمرار التنسيق العسكري مع القاهرة لحين كشف لغز الطائرة.ولم يستبعد خبراء عسكريون واستراتيجيون الفرضية البريطانية، وأكدوا أن هناك احتمالا كبيرا جدا بأن يكون للموساد والكيان الصهيوني يد في الكارثة، خاصة في ظل التقارب المصري الروسي على جميع الأصعدة، بما أزعج البيت الأبيض وشريكه الإستراتيجي إسرائيل.وقالت مصادر لـ«الخبر” إن احتمالية إسقاط الطائرة بعبوة ناسفة أو مواد متفجرة أمر غير مستبعد، خاصة بعدما أظهرت تقارير روسية أولية أن الطائرة انشطرت في السماء قبل سقوطها في سيناء.جاء حادث سقوط الطائرة الروسية كالصاعقة على مصر التي أعربت عن استيائها من قرارات بعض الدول الغربية بحظر السفر لمصر، وأوضحت أن العديد من حوادث الطيران وقعت في الكثير من بلدان العالم ولكن لم تتخذ أي إجراءات مثلما حدث مع مصر، مؤكدة أنها تأخذ في الحسبان كل ما يصدر عن أي دولة وتعمل على زيادة إجراءات التأمين.في الوقت نفسه، أعلنت العديد من الأحزاب السياسية في مصر تضامنها في مواجهة الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد بعدما قررت بريطانيا وروسيا إجلاء سياحها من شرم الشيخ، وأشارت إلى أن الوضع الحالى يتطلب من الجميع أن يقف صفا واحدا لدعم الدولة المصرية وتشجيع المصريين على تنشيط السياحة وتقديم حلول عاجلة لتنشيط السياحة الداخلية، إلى جانب تشجيع الدول الخارجية على إعادة نشاطها السياحي في مصر من خلال حملات ترويجية.وتستعد روسيا لنقل رعاياها من مصر وإرسال 93 طائرة خلال اليومين المقبلين، ومن المنتظر أن يتوالى وصول طائرات إلى مطار شرم الشيخ من بريطانيا وإيطاليا وألمانيا خلال الساعات القادمة لإعادة مواطنيهم من شرم الشيخ، بناء على قرارات من بعض حكوماتهم بتعليق الرحلات إلى مطار شرم الشيخ لحين انتهاء التحقيقات في حادث الطائرة الروسية المنكوبة والتي راح ضحيتها 224 راكب الأسبوع الماضي وكشف ملابسات الحادث.وفي السياق، أثار قرار إجلاء السياح الروس حالة من الانزعاج ممزوجة بالخوف والتذمر لدى العاملين في قطاع السياحة بشرم الشيخ، إذ أن السياح الروس يمثلون 75% من إجمالي عدد السائحين الأجانب في المنطقة، حيث يتواجد حاليا بمدينة شرم الشيخ لوحدها نحو 80 ألف سائح من الروس فقط.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات