"الشرق الأوسط في اتجاه نفق جديد فرضته أمريكا"

شاطر الباحث في مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، الدكتور سامي القدي، في حديث لـ”الخبر”، تصريحات مدير المخابرات الفرنسية التي اعتبر فيها أن “الشرق الأوسط انتهى” بالنظر إلى النكبات التي تواجهه، وقال إن الشرق الأوسط “لا يمكنه أن يكون كما كان في السابق”، لكنه نفى أن “يكون الشرق الأوسط فقدَ قيمته أو أصبح بؤرة للفوضى والتخلف والتفكك”.وأضاف الباحث سامي القدي أن هناك تغييرات حاصلة بشكل كامل، لكن ليس بالمنحى الذي تحدث عنه ذلك المسؤول الأمني، مشيرا إلى “تقلص دور فرنسا في المنطقة وهي لم تتدخل بشكل كبير لكن كان لديها رمزية تؤثر بها”، وتابع “بريطانيا كان عندها دور في الأردن والعراق وبالتالي فالقوات الاستعمارية التقليدية التاريخية فقدت مواقفها في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن كلا من فرنسا وإنجلترا كانتا بالأمس القريب مساندتين لدكتاتوريات لفائدة مصالحها وهو المنطق الذي تغير حاليا.وما يجري اليوم هو العمل على خلق تنسيق وجعل المنطقة تابعة للمنطق الأمريكي الذي يسعى إلى تحقيق مصالحه بأسلوب مختلف، لأن الجانب الأمريكي في تعامله مع الأنظمة يفرض حدا معينا من الديمقراطية الشرعية على عكس فرنسا التي كانت تريد أناسا يشاطرونها الرأي حتى ولو كانوا من الأقلية أو من المستبدين أو من ديانة أخرى أو يرفضون الاعتراف بحقوق الآخرين.ومن بين المعطيات التي أصبحت تلوح في الأفق، رأى الدكتور سامي القدي أنه ربما سوف يصبح الشرق الأوسط تابعا لأمريكا، أما روسيا فسوف تبتعد عن المنطقة بالإكراه سواء اختارت ذلك أم رفضته، ولن يكون لها موقع في المنطقة بالنظر إلى المفاوضات التي تجري حاليا، وهي تسعى فقط إلى إيجاد فسحة لروسيا كي تنسحب من المنطقة مع حفظ ماء الوجه وللمحافظة على الشرف الروسي.والجديد في الإستراتيجية الأمريكية اليوم يكمن في البعد الجديد الذي أصبحت تتعامل فيه مع إسرائيل ولن تصبح المنشد والمسعف لها كما كانت تفعله، وهو ما تمت ملاحظته في حرب غزة السنة الماضية 2014، فلم نشهد هرولة أمريكية من أجل إنقاذ الموقف الإسرائيلي وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على هذا البعد. ثم إن أمريكا ليست مستعدة مستقبلا للتعامل مع إسرائيل فيما يتعارض مع مصالحها لتجنب أي تأثير على علاقاتها مع الشعوب العربية، وهي الصورة التي ستتضح رويدا رويدا في المستقبل، بدليل أن إسرائيل تتفادى اليوم التعامل مع أمريكا وتلجأ إلى مصر، ولهذا فالشرق الأوسط لن يتغير وليس في اتجاه التفكيك وإنما في مسار نفق جديد فرضته أمريكا بآليات جديدة، يقول الدكتور سامي القدي.