موسكو تقرر تعليق رحلاتها إلى مصر وتأمر بإجلاء رعاياها

+ -

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على توصية هيئة الأمن الفدرالية بتعليق رحلات الطائرات الروسيةإلى مصر حتى تتضح أسباب كارثة سيناء، وكلف حكومة بلاده بوضع آلية لإعادة المواطنين الروس من مصر، إضافة إلى تعليمات الرئيس الروسي ببناء التعاون مع الجانب المصري لضمان أمن الرحلات الجوية، وهو القرار الذي اعتبره محللون استراتيجيون بأنه “إجراء احترازي”.لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وقوع تفجير قنبلة وراء كارثة الطائرة الروسية واعتبرها فرضية ذات مصداقية. وردا على ذلك، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة اعتماد معطيات التحقيق الرسمي بشأن كارثة سيناء. وأفاد الكرملين في بيان له بأن بوتين أجرى اتصالا هاتفيا بكاميرون، بحثا خلاله تبعات كارثة طائرة الركاب الروسية في مصر. وأكد الكرملين أن زعيمي البلدين تبادلا الآراء حول الوضع الناجم عن تحطم الطائرة، فيما أشار بوتين لكاميرون إلى أنه في تقييم أسباب الكارثة ينبغي الاعتماد على المعلومات الصادرة في سياق التحقيق الرسمي الجاري.وفي سياق منفصل، شهدت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بريطانيا اهتماما كبيرا لدى الرأي العام في البلدين، وهي الزيارة التي تم تأجيلها منذ خمسة أشهر، وفسر محللون ذلك لاهتمام السيسي تجاه الشرق، حيث زار روسيا ثلاث مرات منذ توليه مقاليد الحكم بالبلاد، كما أن زيارة لندن تكتسي أهمية بالغة وترتيبات موسعة بالنسبة للجانب المصري لعدة أسباب منها أن لندن تعد، كما يؤكد متابعون مصريون كثر، معقل التنظيم الدولي للإخوان، كما تشهد بريطانيا معارك طاحنة بين الدبلوماسية المصرية والإخوان من حيث ضغوط القاهرة بمعاونة عواصم خليجية لبحث مسألة الوجود الإخواني في لندن، وبالفعل جرى فتح تحقيق حول نشاطهم، لكن لم يتخذ قرار بشأنهم بشكل نهائي حتى اللحظة.وأثارت تصريحات السيسي عقب زيارته إلى لندن، والتي أكد فيها أن الإخوان جزء من الشعب المصري، وأن المصالحة مع الإخوان مرهونة بموافقة الشعب، وأنه لن تنفذ أحكام الإعدام، الكثير من السجال في الشارع المصري، حيث أعرب عدد من المصريين التقتهم “الخبر” عن رفضهم مبدأ المصالحة مع الإخوان وطالبوا بضرورة محاسبة قياداتهم المتورطة في سفك دماء المصريين، بينما رأى آخرون أن تصريحات السيسي لا تعدو كونها “تصريحات للاستهلاك الدولي”.من جانبه، سخر طارق العوضي، المحامي الحقوقي، من تصريحات السيسي التي أكد فيها أن الإخوان جزء من الشعب المصري وأنه لن تنفذ أحكام الإعدام، قائلا في حديث مع “الخبر”، “من الظاهر أن الرئيس السيسي يحاول أن يرضي أي دولة يزورها، ويصرح لإعلامها بكلام يرضيها وتريد سماعه، في إطار المجاملة وكسب الود، وقد ثبت فشل هذه الطريقة، إذ لا يمكن التعامل مع الدول بهذه الطريقة، كما أن السيسي بتصريحه هذا تدخل في أحكام القضاء، وكأنه يقول له إن أحكامك لا قيمة لها، العالم أصبح قرية صغيرة وتصريحات السيسي تم تداولها عبر الأنترنت، وستؤثر في الشارع المصري لكن بتفاوت، فالنخبة الموالية ستتناولها سرا، والمعارضة ستكتفي بفكرة السخرية والمناقشة على مواقع التواصل الاجتماعي، أما الإعلام المصري الحكومي والخاص، فسيتداول تلك التصريحات على استحياء، ولن يكون لهذه التصريحات مردود قوي على المواطن العادي، لأنه غير متابع لمواقع التواصل الاجتماعي وما تنقله المواقع على الأنترنت، لكنها ستضاف لحالة من التراكم والتصريحات المضادة للرئيس، التي جاءت للأسف هذه المرة إرضاء للحكومة البريطانية، في محاولة لتجميل وجه النظام خارج مصر، وهو ما يقوم به السيسي منذ توليه الحكم، خاصة في ظل الرفض العالمي لـ3 جويلية وما أعقبها وتوصيل الرسالة على عكس الرواية المصدرة من طرف الإخوان، وهذا تسبب في أزمة في تصريحاته”.وأوضح المحامي الحقوقي أن السيسي لم يزر لندن إلا بعد حصوله على تعهدات تامة وكاملة وضمانات من الحكومة البريطانية، حتى لا تسبب أي إحراج له وللوفد المرافق، بما قد ينقص من شعبيته بالداخل، ولعل دليل ذلك تأجيل الدعوة البريطانية منذ منتصف جوان الماضي، إلى الآن.وفي السياق، قالت الخارجية المصرية إن الهدف من زيارة السيسي لبريطانيا رغبة البلدين في تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيزها في كافة المجالات تحديدا الاستراتيجي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات