حجزت في مكان مظلم ولم يحرمني المختطفون من الأكل والشرب

+ -

شرع وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، في سماع المتهمين باختطاف الطفل ياريشان أمين، بعدما تم نقلهم إلى مقر المحكمة تحت تعزيزات أمنية مشددة، لعناصر الشرطة القضائية، ورجال الدرك، إضافة إلى رجال أمن بالزي المدني. بينما كان الطفل أمين ووالداه خارج المحكمة، يترقبون لحظة دخولهم، وهم أيضا كانوا تحت حراسة مشددة.اقتربت “الخبر” من الوالد فتحفظ عن الحديث، واكتفى بالقول “سنجيبكم بعد سماع الأطراف من قبل وكيل الجمهورية”.وبعد ساعات طويلة من الانتظار أمام المحكمة، شرعت القوات الأمنية في إدخال أول دفعة من المتهمين، وعددهم خمسة من الباب الخلفي للمحكمة، في حين تم إدخال الطفل أمين وعائلته التي ضمت أكثر من 13 فردا من الباب الرئيسي للمحكمة، أين كان بمحيطها عدد كبير من المواطنين الفضوليين. وفي حدود الساعة 10 والنصف صباحا، نقل المتهم الرئيسي، وهو صديق والد الطفل أمين، الذي تم إدخاله من الباب الخلفي للمحكمة تحت تعزيزات أمنية مشددة. وما هي إلا دقائق حتى لمحنا أعوانا من الشرطة، يطلبون دخول نحو 10 أشخاص إلى المحكمة باعتبارهم شهودا كانوا متواجدين خلال عملية تحرير الطفل “أمين ياريشان” من أيدي مختطفيه.وكشفت مصادر قريبة من التحقيق وجود شخصين آخرين مشتبه فيهما من بينهما فتاة، تبلغ من العمر 28 سنة، وهي ابنة رجل أعمال.وبخصوص تصريحات المتهمين، أكدت مصادرنا أن خمسة متهمين، من بينهم المتهم الرئيسي، اعترفوا بارتكابهم الجريمة، فيما أصر المتهم السادس على الإنكار.أما والد أمين، فصرح أن المختطفين طلبوا منه فدية بالعملة الصعبة بقيمة 27 مليار سنتيم، مؤكدا أنه يصر على متابعتهم قضائيا، وأنه لم يكن على علم أن صديقه وراء القضية، بينما قال ابنه أمين في تصريحاته إنه حجز في مكان مظلم، ولم يحرمه مختطفوه من الأكل والشرب، ولم يتعرض لأي عملية اعتداء.قصة سعيد “الميغري” الذي ورد اسمه في القضيةعاد اسم سعيد “الميغري” للظهور مرة أخرى بعد ورود اسمه في قضية اختطاف الطفل أمين ياريشان بدالي ابراهيم، الذي عثر عليه بفيلا كان يملكها “الميغري” بالمحمدية في العاصمة، وهو الذي صنع الحدث في ماي 1999، إثر محاولته إغراق العاصمة بنحو خمسة أطنان من الكيف حجزتها مصالح الدرك بالميناء الجاف في الرويبة، ادعى صاحبها أنها تحتوي على فواكه مستوردة.سعيد “الميغري” واسمه الحقيقي (أ.ي) من مواليد منطقة وزرة بالمدية سنة 1971، متورط في قضية حجز حاوية للمخدرات بالميناء الجاف بالرويبة في ماي 1999، وقد حجزتها مصالح الدرك الوطني للعاصمة بعد أن اكتشف أن الحاوية التي كان من المفروض أن تحتوي على فواكه مستوردة، عثر بها على 5 أطنان من الكيف المعالج.في بداية التسعينات اشتغل المتهم في نشاط الاستيراد، ليوسع نشاطه بعد ذلك إلى الأشغال العمومية الخاصة بتزفيت الطرق، وقد اشترى فيلا بشارع علي عزوز في المحمدية بالعاصمة “لافيجري”، وهي فيلا فاخرة مجهزة بكاميرات مراقبة وتعد من أجمل البنايات بالمنطقة، إلى درجة أن سكان الحي يطلقون عليها اسم “الفيلا الشابة”، واختص سعيد “الميغري” في شراء فيلات فاخرة وشقق بمناطق مختلفة من بينها الشراڤة ودالي ابراهيم والقليعة بأسعار خيالية.عاش سعيد في فرنسا وربط علاقات برجال المال والأعمال وكذا المستوردين حتى لقب بسعيد “الميغري”، وفي 2004 أصدرت محكمة نانتير بباريس حكما غيابيا عليه بالسجن 15 عاما، إذ هرب من سجن “بولمير” الذي أودع فيه في علمية أثارت ضجة إعلامية كبيرة بفرنسا، ليدخل بعدها إلى الجزائر عن طريق المغرب، لكن منظمة الأنتربول وضعته في الشارة الحمراء للمبحوث عنهم من قبل القضاء الفرنسي.تزوج سعيد “المغيري” من فتاة بالرويبة وهي ابنة مسؤول بمديرية فرعية للضرائب، وقد ربط علاقات وطيدة مع عدد من الشخصيات، وقام بتمويل عدة فرق رياضية إلى درجة أنه منح ستة ملايير سنتيم لأحدها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات