38serv
تأسف المخرج الفرنسي ألكسندر أركادي لحال قاعات السينما في الجزائر، وقال في هذا الحوار مع “الخبر”، على هامش عرضه لفيلم “فضل الليل على النهار” المقتبس من رواية الأديب الجزائري ياسمينة خضرا، إن الجزائر في ستينيات القرن الماضي كان بها قاعات سينما أهم وأحلى من المدن الفرنسية الكبيرة، وأكد المخرج ألكسندر أركادي أن هذا الفيلم هو “عقد النهاية” في علاقته المهنية مع الجزائر، كما قال “لن أصوّر مستقبلا أي فيلم عن الجزائر.. لن أقتبس الرواية ولن أصوّر في الجزائر”.السينما تواجه القرصنة، حوالي 1.3 مليون نسخة لفيلم “فضل الليل على النهار” تمت قرصنته في الجزائر. ما تعليقك؟ بالضبط، وهذا فقط في الجزائر، والسينما الجزائرية ضحية غياب قاعات السينما، لا يوجد قاعات للعرض، لذلك فالجمهور الجزائري لا يستطيع مشاهدة الأفلام إلا بهذه الطريقة. غياب إرادة سياسية في هذا الاتجاه ليست غلطة الجمهور الجزائري، في العام 1962 كانت هناك 450 قاعة سينما في الجزائر، منها حوالي 70 قاعة سينما في العاصمة لوحدها، كان هناك عدد كبير من قاعات السينما في الجزائر أكثر حتى من المدن الكبرى في فرنسا، ولكن الواضح أن هناك إرادة سياسية قوية لا تريد أن يكون للسينما دور في الحياة الثقافية والاجتماعية.لهذا لاحظنا خلال عرض فيلمك في قاعة علي معاشي بالصالون الدولي للكتاب وقاعة السينماتك غياب الجمهور.. لم يكن هناك جمهور أصلا، أستغرب لماذا يتم دعوتي من فرنسا من أجل الوقوف أمام 15 شخصا، الأمر جد محزن، اليوم نلاحظ الإهمال الكبير في قاعات السينما، لا يمانعون من عرض أفلام في قاعات سينما عن طريق “دي في دي”، لا يعقل أن قاعة متحف السينما الجزائرية تقبل أن تعرض فيلما بتقنية “دي في دي”، وربما لا يمكن أن ننسى بأن الجمهور الجزائري بات يفضل بهذه الطريقة أن يشاهد الأفلام في المنزل ولا يذهب إلى قاعات السينما.لماذا اخترت رواية ياسمينة خضرا؟ البداية عندما قدمها لي ياسمنية خضرا كرواية هامة لديها وجود كبير في الساحة الثقافية في فرنسا تحديدا، هذه الرواية بيعت في عدة دول من العالم، حوالي 70 دولة، وترجمت إلى عدة لغات، لقد بيع منها في فرنسا أكثر من مليون و600 ألف نسخة، وهذا نجاح كبير على مستوى دور النشر. إنها قصة حب رائعة عرف ياسمينة خضرا كيف يكتبها، وهي أيضا تعكس الحب المستحيل بين فرنسا والجزائر، مزيج من المشاعر، الأمل والتحدي وحنين إلى الماضي،كانت لي الرغبة في إعادة إنتاج وترجمة الرواية إلى الصورة، كنت أريد التعامل مع فترة زمنية أعرفها وعشتها طفلا.لكن من يقرأ الرواية ويشاهد الفيلم لا يجد التناص الكامل. ما هو مفهوم ياسمينة خضرا للاقتباس؟ حاول أن تحكي الكثير من الأشياء في القليل من الوقت، عندما نكون أمام رواية كبيرة وهامة كرواية ياسمينة خضرا “فضل الليل على النهار” التي بها حوالي 450 صفحة، فمن الصعب التعامل مع التفاصيل، ليس دور المخرج أن يعوض الأدب، إنما الاختيار الصعب، هناك شخصيات في الرواية وحكايات ولدينا الكاميرا التي تريد التحرك بين هذه التفاصيل، في رواية ياسمينة خضرا هناك شخصية يونس البطل الذي يسافر عبر خمس مراحل زمنية مختلفة، ومن الصعب أن نجد ممثلا يجسد هذا الدور، بل من المستحيل، لهذا فنحن بحاجة إلى ثلاثة ممثلين لتجسيد دور يونس الطفل والشاب والرجل الكهل.بعد ثلاث سنوات من صدور الفيلم، هل تعتقد أنه نجح عالميا مثل الرواية؟ أعتقد أنه نجح بشكل جيد، إنه فيلم يحكي للجمهور حكايات إنسانية، إنه فيلم حول الشاب والطفولة، فيلم حول الذكريات.ماذا تمثل لك الجزائر؟ الجزائر تمثل لي ذكرياتي وأيام الماضي والطفولة التي قضيتها في شوارعها، أشعر أنني جزء من هذه الأرض، أشعر أنني قريب من الجزائريين وقريب من الجزائر، لأنه عندما نكبر في مكان ما لا يمكن أن ننفصل عن جذورنا فيه.ما رأيك في الواقع السياسي الذي تعيشه الجزائر؟ لا أحب الدخول في هذه التفاصيل.. أنا جزائري القلب ولست مواطنا جزائريا، المشاكل السياسية والواقع الجزائري أمر يخص المواطنين الجزائريين، وأتمنى لهم الأحسن دائما.وماذا عن الأوضاع في العالم العربي؟ إنها مأساة وكارثة، لحسن الحظ أن تونس قدمت نموذجا حول الديمقراطية، مصر أيضا ولكن بدرجة أقل بعد أن فتحوا الأبواب لصعود “الإسلام المتطرف”، العالم يعيش منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 الحرب العالمية الثالثة.هل ستعود بمشروع سينمائي جديد عن الجزائر؟ لن أنجز أي فيلم في الجزائر، انتهى الأمر بالنسبة لي، لقد أنجزت 3 أفلام في الجزائر، لن أتعامل مع أي رواية جزائرية في المستقبل، لقد انتهت علاقتي في هذا الإطار مع الجزائر، على المستوى الشخصي يمكنني القول إن الجزائر كانت دائما تستقبلني بحرارة، ولكن على المستوى المهني لا يريدون التعامل معي، لن أقضى حياتي أطرق الأبواب الموصدة، مواضيع الجزائر تخص الجزائريين ولا تخصني أنا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات