مئات الأطنان من الكيف تخترق الجزائر وليبيا لتصل إلى مصر

+ -

يفضّل المهربون للكيف المغربي المرور عبر الجزائر، ثم ليبيا للوصول إلى مصر لبيعه. وتشير تقارير الأمن في الجزائر ومصر إلى أن أكثر من 90 بالمائة من الكيف المغربي الذي يصل مصر يهرب عبر الحدود الليبية، لكن اللغز الذي دوخ الأمن الجزائري هو كيف يتسلل المهربون عبر هذه الحدود، رغم وجود جيش كامل من الجنود وعناصر الدرك وحرس الحدود؟حسب قرارات الإحالة في قضايا تهريب مخدرات عرضت أمام محكمة جنايات في ورڤلة، فإن المهربين كانوا يسيرون في اتجاه ليبيا، ومنها إلى مصر من أجل نقل شحنات الكيف. ففي قضية شهيرة عرضت على المحكمة في جوان العام 2013، كان أحد المتهمين يملك حسابا في بنك يقع مقره في حي الزمالك بالعاصمة المصرية، يمثل عائدات تجارته في تهريب المخدرات.يقول السيد محمد جهار، جمركي متقاعد عمل في الصحراء 30 سنة، إن “نشاط الشرطة والدرك في مكافحة التهريب داخل الجزائر دفع المهربين لتغيير الاتجاه والمرور عبر الصحراء من موريتانيا إلى مالي ثم النيجر وصولا إلى ليبيا”. ويضيف “لكن هذا الاحتمال يبدو مستبعدا مع تواصل عمليات ضبط الكميات الضخمة من الكيف داخل الجزائر”.في الجانب الآخر، تشير الوقائع في عدة قضايا تهريب مخدرات، نظرت فيها العدالة المصرية ونشرت في صحف تصدر بالقاهرة، إلى أن المخدرات المغربية تمر عبر ليبيا قادمة من المغرب، وهذا يعني أن الكيف الذي يصل إلى مصر يمر عبر الجزائر وعبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا أو مع النيجر.ويرى السيد أقوز محمد، ضابط شرطة متقاعد، أن المهربين يستعملون السلاح في عمليات التهريب من أجل نقل الكيف عبر الحدود، فيقول: “إن الحدود الجزائرية الليبية التي تمتد على طول 1000 كلم، وهي كلها صحراء لا يمكن مراقبتها بنسبة 100 بالمائة، فلا بد من وقوع عمليات تسلل”.وتحقق مصالح الأمن الجزائرية حول صحة معلومات أدلى بها مهربون موقوفون في ولاية تمنراست، تفيد بأن قادة فصائل مسلحة ليبيين قبضوا مبالغ مالية من مهربين جزائريين ومغاربة مقابل حمايتهم والسماح لهم بالمرور من الحدود النيجرية إلى الحدود المصرية.وقال مهربون تورطوا في قضية تهريب 5 قناطير من الكيف في غرداية، إن قادة فصائل مسلحة، بعضهم من القبائل الليبية وآخرون مستقلون ومسلحون يعتقد بأنهم تابعون لقوات شبه نظامية، سمحوا لمهربين جزائريين وأفارقة ومغاربة بنقل شحنات الكيف المغربي عبر الصحراء الليبية إلى الحدود المصرية عدة مرات، مقابل عمولات تتراوح بين 20 و40 ألف أورو. وقدمت التحقيقات حول تهريب المخدرات للمحققين معلومات مفصلة على نطاق سيطرة قادة فصائل مسلحة على المعابر التي يخترقها مهربو الكيف المغربي نحو الشرق الأوسط والخليج، مرورا بمصر.ويفتش عناصر مليشيا ليبية سيارات المهربين بدقة شديدة بحثا عن أسلحة، حيث يرفضون السماح بمرورها مهما كان المقابل. وفي منطقتي ربانية وفزان يلتقي المهربون، حسب رواية أحد المتهمين، مع جماعة من ثوار ليبيا يسيطرون على طرق غير معبدة وأخرى معبدة تربط بين بادية الصبحة ومدينة جالو، ويتقاضى مسلحون 20 ألف دولار عن كل قافلة سيارات تخترق منطقة الصبحة متجهة إلى جالو إلى غاية مدينة الجغبوب القريبة من الحدود المصرية.وتشير المعلومات المتوفرة في هذا الموضوع إلى أن المهربين يدفعون لقادة الفصائل المسلحة في الجنوب الليبي ما بين 35 و50 ألف دولار عن كل شحنة مخدرات تخترق الجنوب الليبي باتجاه واحة سبوة والسلوم والعوينات في مصر.وتسيطر جماعة مسلحة تنطلق في العادة من بلدة قطرون في أقصى جنوب ليبيا، يعتقد بأنها موالية للقذافي، على أكثر من 600 كلم من المسالك الصحراوية فيما بين الحدود النيجرية الليبية ومنطقة فزان، ولا يستطيع أي مهرب المرور عبر المسالك الصحراوية الصعبة دون أن يكتشفه مسلحون يرتدون الزي الرسمي لقوات الجيش الليبي التابع للحكومة، ويحصل قائد المسلحين في منطقة قطرون على ما بين 4 و5 آلاف أورو مقابل السماح بمرور كل سيارة دفع رباعي، تكون محملة في العادة بـ8 قناطير أو طن واحد من الكيف المغربي، ويحصل كل مسلح على كمية من الكيف للاستهلاك الشخصي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات