+ -

 “.. لماذا تتهم الرئيس المنتخب من الشعب بالإساءة إلى نفسه والمساهمة في تشويه صورته لدى الشعب.. فهل يعقل أن الشعب الذي أعطى الشرعية للرئيس بصوته يمكن أن يشككه مشكك في شرعيته حتى ولو كان هذا المشكك من فطاحل المعارضة.. لاحظ أنك تفقد العديد من القراء كلما شككت في شرعية الرئيس.. فاتق الله في نفسك أولا ثم الرئيس ثانيا..”.مناضل في الأفالانأنا لم أشكك في شرعية الرئيس، بل أسجل وقائع وتصرفات قام بها الرئيس ومن معه قد تمس بشرعيته! فهل من الشرعية مثلا أن يترشح الرئيس وحده سنة 1999 بعد انسحاب الفرسان الستة قبيل الانتخابات؟!هل يمكن أن نسمي تلك الانتخابات مشروعة وشرعية ودستورية وهي انتخابات تعددية بمرشح واحد؟! هل كان الرئيس مجبرا على قبول الرئاسة بتلك الصورة الكاريكاتورية للانتخابات.وفي سنة (2004) هل كانت الانتخابات الرئاسية سلسة ولا غبار عليها، ونحن نعرف ما حدث في مؤسسة الجيش بسبب هذه الانتخابات وبسبب نتائجها.. فهل كان الرئيس مجبرا على إجراء انتخابات فيها تلك الصورة القاتمة في موضوع الشرعية والمشروعية بعد 5 سنوات من حكمه الجزائر؟!نعم الرئيس حاول أن يصحح قلة الشرعية لانتخابات 1999 بالاستفتاء الشعبي على الوئام المدني. لكن انتخابات 2004 بقيت فيها الشرعية مهتزة إلى نهاية العهدة.. وجاءت انتخابات 2009 وإقدام الرئيس على تغيير الدستور لصالحه بفتح العهدات عبر البرلمان، وليس الاستفتاء الشعبي، جاء هذا الإجراء الذي تم بصورة كاريكاتورية ليزيد من متاعب شرعية الرئيس، ولكن ترشحه لعهدة رابعة زاد من حالة الشرعية تدهورا.. وجعل البلاد مضحكة انتخابية لا مثيل لها في العالم.ويبقى السؤال: هل كان الرئيس في حاجة لمثل هذه الممارسات؟! ليس لي أي جواب في هذا المجال.. لكن كل ما أعرفه هو أن العهدات الأربع للرئيس بوتفليقة كل مرة نكون فيها “ذبابة” بخصوص موضوع الشرعية، بصرف النظر عن المشاكل المتصلة بالعملية الانتخابية نفسها.نعم كان بإمكان الرئيس أن يتجاوز موضوع الخلل في شرعية انتخابه بالبحث عن شرعية أخرى يمكن أن ينجزها بالإنجازات، كما حدث مع بومدين بعد انقلاب 1965.. لكن ذلك لم يحدث، لأن الرئيس بوتفليقة أطلق يد الفساد والرداءة والجهوية والزبائنية في تولي المسؤوليات في الدولة، وعمد إلى إضعاف المؤسسات الدستورية وتصغيرها.الديمقراطية يا مناضل أفالان آخر الزمان، هي ديكتاتورية الذكاء في النهاية، أما الاستبداد فهو ديكتاتورية الرداءة والجهل.. وأترك لك حق الاستنتاج الآن: هل البلاد تعيش ديكتاتورية الذكاء، أم تعيش استبداد الجهل والرداءة.؟! لا جواب عندي الآن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات