كشف المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا أنه لا يعتقد أن تكون لمصالي الحاج علاقة بجيش الجنرال بلونيس، موضحا أن هذا الأخير لقي حتفه من قبل الجيش الفرنسي. وتحاشى ستورا تقديم معلومات بخصوص العدد الحقيقي لشهداء الجزائر، موضحا أن المسألة سياسية بالدرجة الأولى، مثلما هو الحال مع عدد الأقدام السوداء الدين غادروا الجزائر بعد الاستقلال، حيث يعتبر “خائنا” كل من يشكك في الرقم المتداول.أوضح بنيامين ستورا أن الجزائر دخلت مرحلة تحرير الكتابة التاريخية من الطابوهات منذ سنة 2000، منوها بدور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أعاد الاعتبار لمصالي الحاج، باعتباره أب الوطنية الجزائرية، والمناضل محمد بوضياف، وغيرهم من رموز الحركة الوطنية الجزائرية وحرب التحرير. وتحدث ستورا، أمس، في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، عن أولى خطواته في عالم البحث التاريخي، التي بدأها كباحث طالب سنة 1970، حول موضوع تاريخ الجزائر، باقتراح من أستاذه المؤرخ “شارل روبير أجيرون”، وبإيعاز من المؤرخ الجزائري محفوط قداش الذي اقترح عليه مناقشة رسالة تخصص تتناول شخصية الزعيم وأب الوطنية الجزائرية مصالي الحاج، والتي صدرت لاحقا في كتاب هو الأول من نوعه. وقال: “لا يجب أن تبقى الآراء والأفكار بخصوص الثورة الجزائرية جامدة بشكل نهائي”، معتبرا أن الانسداد السياسي هو الذي ساهم في تفعيل مسألة كتابة تاريخ الجزائر. ويعتقد ستورا أنه مقارنة بالجيل السابق من المؤرخين الفرنسيين الذين تناولوا تاريخ الجزائر، يوجد في الساحة اليوم عشرات الباحثين المتخصصين في تاريخ الثورة الجزائرية، في الوقت الذي سجل نقص الباحثين الجزائريين . وأوضح ستورا أنه تخصص في تاريخ الثورة الجزائرية بسبب ميوله التروتسكية ونضاله في اليسار الفرنسي، موضحا أن ابنة مصالي جنينة بن قلفاط قدمت له كثيرا من العون لتأليف رسالته.وكشف المتحدث أنه عثر على أرشيف غير منشور وظفه لتأليف كتابه، كما أوضح أن المؤرخ والمناضل محمد حربي قدم له المساعدة نفسها سنة 1975، وقدمها له أيضا المؤرخ عبد المجيد مرداسي عند نهاية 1978. بعد ذلك نشر ستورا في منتصف الثمانينيات قاموسا بيوغرافيا للوطنيين الجزائريين، ضم 600 بورتريه حول مناضلين جزائريين أغلبهم من المعارضة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات