آهات وبكاء ونحيب وآلام.. وعائلة مثقلة بالاحتمالات والإشاعات.. هكذا مرّت 12 يوما على والدة وجدة الطفل المختطف بدالي إبراهيم، أمين يارشان. “الخبر” تقاسمت، أمس، يومياتمن جحيم تعيشها العائلتان، منذ طلوع الشمس إلى مغيبها، فالوالدة تتجرع كأس المرارة وتعيش في عزلة قاتلة وتحلم بمعانقة ابنها مجددا، والجدة خارت قواها وانهارت نفسيتها ولم تعد تقوى على الكلام، ولا تنطق سوى باسم حفيدها وأوصافه.فقدت عائلة يارشان وموهوب، قيمة الحياة منذ اختطاف أمين، فالزيارات والاتصالات لا تنقطع عنهما، وتفاصيل يومياتهما مليئة بالبكاء والأحزان، فقلوبهم معلقة على أخبار رجال الأمن، وأنظارهم تتطلع إلى شاشة التلفاز والهواتف النقالة علّها تبشرهم بجديد يمنحهم جرعة أمل تعيدهم إلى الحياة بعدما أدركهم الموت بالحسرة.كل أفراد العائلتين والجيران يقضون أيامهم ببناء الفرضيات الكثيرة.. ربما اختطف أمين أحد المنحرفين ليطالب أباه بدفع الفدية، بعدما استسلم لحالة اجتماعية مزرية وانغلقت في وجهه كل الأبواب وخطط لتنفيذ العملية ومساومة والده بمبلغ هام كونه ميسور الحال.. ويضيف آخر: ربما أخرجوه من العاصمة لإخفاء آثار الجريمة وربح الوقت حتى ينجحوا في افتكاك قبول الأب بمنح الفدية أو، ربما قتلوه وتستروا على جريمتهم خوفا من العقاب، هنا أجاب آخر مستبعدا فرضية مقتل أمين كي لا يشهد الخاطفون مصير خاطفي هارون وإبراهيم بقسنطينة.وخلّف هذا المشهد تقبع عجوز معذبة بفراق حفيدها عاجزة حتى عن الكلام، وبصعوبة تحدثت إلينا قائلة.. لم يخطفوا أمين بمفرده، لقد خطفوا أكبادنا وعقولنا، والحياة أضحت بلا طعم ولا لون ولا معنى، فما جدواها إذن؟؟أما في بيت عائلة موهوب محمد، جد أمين لأمه، الذي زرناه، أمس، ببئر الخادم في العاصمة، توجد إما منهارة مكتوية بفقدان فلذة كبدها، اليوم يمر عليها كأنه سنة تموت فيها ألف مرة، على وقع الإشاعات والاحتمالات الكثيرة، فلا اتصال هاتفي يخبرها بما آلت إليه عملية التحقيق، أو بما تحقق في القضية من تقدم.والدة أمين منهارةوبعد تردد كبير، طلبنا من رب البيت إمكانية مقابلة الأم، فطلب بدوره إمهاله لحظات حتى يستشيرها ويطلع على حالتها النفسية إن كانت تقوى على ذلك. وبعد لحظات عاد محدثنا، معتذرا عن عجز ابنته عن لقائنا، وقال إنها مرهقة من كثرة الزيارات، وإنها في حالة نفسية منهارة، ويومياتها متشابهة يسودها الحزن والبكاء والتفكير وتسير من سيئ إلى أسوأ.وعن سؤالنا حول تلقيها اتصالات من طرف الخاطفين أو رجال الأمن، أو حتى عائلة طليقها، أجاب محمد بالنفي وقال إنها تعيش عزلة حادة ولا تعلم ماذا يحدث في التحقيق، وكذا داخل عائلة طليقها، كما أنها لم تتلق أي اتصال من طرف الأشخاص الذين خطفوا ابنها.ويظل محدثنا يرجح دائما فرضية المؤامرة على طليق ابنته من طرف محيطه، مشيرا إلى أن شكوكه تحوم حول محيط أب الطفل من الأثرياء أو من رجال الأعمال، ينوي الانتقام منه بتنفيذ هذا الاختطاف.التحقيق يطال رجال أعمال أفاد مصدر أمني لـ“الخبر”، أن دائرة التحقيق في عملية اختطاف الطفل أمين يارشان، من أمام بيته بدالي إبراهيم بالعاصمة، توسعت لتطال بعض رجال الأعمال وتجار على مستوى العاصمة، وكذا من المحيط القريب والبعيد لوالد الطفل. وأضاف المصدر أن الفرضية الأكثر ترجيحا لدى القائمين على عملية التفتيش والبحث، هي المؤامرة على والد أمين، والدافع الأساسي من ورائها هو الانتقام منه. وعليه، فإن التحقيق طال بعض الأثرياء ممن كانت لهم علاقة بوالد أمين أو من يتعاملون معه حاليا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات