الكتاب ضحية انخفاض قيمة الدينار والطلبة أول المتضررين

+ -

اشتكى عديد زائري الصالون الدولي للكتاب من ارتفاع أسعار الكتب خاصة المتخصصة والعلمية منها وحتى المترجمة التي لم يتوقعوها مقارنة بالسنوات الماضية، بينما قدمت دور النشر عددا من الأسباب التي تبقى غير مقنعة بالنسبة للكثيرين خاصة الطلبة. “الخبر” قامت بجولة بين أروقة المعرض للوقوف على أسباب هذا الغلاء. أجمع معظم من تحدثت إليهم “الخبر”، بعد يومين من انطلاق الصالون الدولي للكتاب، على ارتفاع أسعار الكتب هذا العام مقارنة بالسنة الماضية، وانصبت آراء زوار المعرض ودور النشر الجزائرية والأجنبية، في مجملها، على أن انخفاض قيمة الدينار يعد السبب الأول والمباشر في التهاب أسعار الكتب.انخفاض قيمة الدينار ألهب أسعار الكتبأرجع مسؤولو بعض دور النشر غلاء الأسعار لعدة عوامل. اقتربنا من دار النشر الفرنسية “غاليمار” وقالت ممثلتها التونسية مليكة جاندوبي “إن الدار عملت المستحيل ليكون سعر الكتاب في متناول الجميع”، مضيفة “الكتاب الذي يباع في فرنسا بسعر 21.50 أورو نبيعه في المعرض بما يعادل 16 أورو من الدينار، وعليه فقد قمنا بتخفيضات لتمكين جميع الشرائح من الشراء”، مشيرة إلى أن غلاء كتب هذه السنة يعود لأسباب عدة، منها ارتفاع سعر الورق وتكلفة صناعة الكتب، وحتى الكتاب الأجانب خاصة الكبار يطلبون أثمانا مرتفعة مقابل كتاباتهم، إضافة إلى انخفاض قيمة الدينار التي أثرت سلبا على كل ما هو مستورد، وحتى مساحة كراء الرواق بالمعرض كلفت ما قيمته 15 دولارا، تضيف السيدة جاندوبي. من جهتها، قالت ممثلة منشورات “لارماتون” بالجزائر، السيدة للو بديعة، إن الدار عملت على وضع أسعار معقولة وهذا بعد أن تمت المفاوضات مع الدار الأصلية “لارماتون” بفرنسا، التي قدمت تخفيضات مهمة لفرعها بالجزائر، ما مكنهم من وضع أسعار مقبولة. وأضافت السيدة بديعة “فائدتنا جد قليلة، لكن الدار تعمل على المحافظة على علامة “لارماتون” في السوق الجزائرية وتمكين الزبون من الشراء”، مؤكدة أن السياسة التي انتهجتها الدار أتت بمفعولها وإقبال الزوار جد معتبر، خاصة أن المعرض لايزال في بداياته، وتنبأت بنشاط كبير في الأيام المقبلة.من جانبه، اعتبر ممثل دار الشرق العربي للطباعة والنشر من لبنان، انخفاض قيمة الدينار السبب المباشر لارتفاع أسعار الكتب هذه السنة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية وانخفاض سعر البترول، مشيرا إلى أنه عمل على تثبيت أسعار كتب الأطفال وهذا خدمة لتطوير وتعليم الطفل، فيما مست الزيادة بقية الكتب منها التقنية والطبية.الشيء نفسه قاله لنا ممثل دار البصيري للنشر بالجزائر، عليوات وليد، أن الأسعار الموجودة بالصالون لهذا العام مفروضة على دور النشر وليست مختارة، لأن كل شيء غالٍ انطلاقا من الورق حتى يصبح الكتاب جاهزا للبيع، لذلك اضطرت الدار لوضع تخفيضات مغرية منذ اليوم الثاني خاصة بالنسبة للكتب المستوردة وهي كتب دينية في معظمها مطلوبة من الجمهور الجزائري، لتمكين الزوار من الشراء.الطلبة أكبر المتضررين من ارتفاع أسعار الكتبيبقى الزبون الخاسر الأكبر، في وقت تعجز دور النشر عن وضع الكتب في متناول القارئ الذي يطمح إلى الحصول على الجديد والجيد. وبين المشتري والمتفرج، يبقى الجيب الممتلئ يصنع الفارق والقدرة الشرائية سيدة القرار.    حياة من المواظبات على زيارة الصالون كل سنة، تقول إنها تحب الكتب المترجمة خاصة الروايات من لغات متعددة، وجدناها في دار “غاليمار” الفرنسية “الأسعار غالية جدا، خاصة منها الكتب المترجمة، والكتب الخاصة بأشهر الروائيين لم يتم تخفيضها”. وتضيف: “اشتريت رواية بـ29 أورو وسعرها 3800 بالدينار”. وترى حياة أن ارتفاع الأسعار “لا يتعلق فقط بانخفاض سعر الدينار، فهذه الكتب معفاة من الضريبة، لكن أعتقد أنه بسبب جشع بعض الدور التي تريد الربح السريع في معرض الجزائر الذي يعدّ من أفضل المعارض بالنسبة لحجم المبيعات”.يقول عبد الغني، جامعي صاحب 34 سنة، من جهته، إن “أسعار الكتب الجديدة أي 2015 غالية وليست في متناول الطلبة، كما أن الكثير منها غير متوفر في المعرض”. ويضيف عبد الغني الذي يدرس تخصص تأمينات أنه يبحث عن كتب في المجال لكنه لم يجدها، مستغربا ذلك. ويوافقه الرأي أحمد، أستاذ جامعي، الذي اندهش من أسعار المطبوعات قائلا: “تقريبا جميع كتب هذه السنة مرتفعة الثمن، خاصة الكتب الأجنبية، فأنا أقصد معرض الكتاب منذ 20 سنة ولم أشاهد هذا الغلاء الفاحش”، مضيفا “كيف يمكن للطلبة بمنحة دراسية ضئيلة شراء كتب أسعارها تصل إلى أكثر من 3000 دج”. وجدنا برواق الكتب الأجنبية محفوظ المتقاعد منذ سنوات، الذي انتقل من ولاية وهران، وهو يمسك كتبا لـ”ريجيس ديبري” و”بالزاك” و”فليب سولار”، سألناه عن الأسعار فكان رده “هذه الكتب لكتاب كبار ومعروفين وهي كتب جيدة وقيمة، لذلك أسعارها جد مرتفعة، فما يمكن أن يقتنيه الزبون المحدود الدخل يقتصر على الكتب القديمة، لأنها متوفرة بكثرة ومعتدلة الأسعار”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات